من المتوقع أن يوقّع المغرب بحلول نهاية هذا العام عقداً نهائياً مع شركة إمبراير البرازيلية لاقتناء أربع إلى خمس طائرات نقل عسكرية من طراز KC-390 Millennium، في صفقة تفوق قيمتها 600 مليون دولار.
ستتولى هذه الطائرات مستقبلاً مهام أسطول C-130 هيركوليس التابع للقوات الجوية الملكية المغربية، والذي ظل في الخدمة لأكثر من أربعين عاماً. وكان طيارو سلاح الجو المغربي قد أجروا في وقت سابق من هذا العام رحلات تجريبية على متن الطائرة الجديدة انطلاقاً من الرباط وقاعدة القنيطرة الجوية، ضمن عملية تقييم شاملة.
وفي عام 2024، عُرضت الـ KC-390 في فعالية C-390 Millennium Users Group، التي جمعت مشغلي الطائرة وزبائنها المحتملين، حيث رُفع العلم المغربي إلى جانب أعلام الدول التي سبق أن تعاقدت عليها مثل البرازيل، البرتغال، المجر، هولندا، والنمسا. كما قامت وفود مغربية بزيارة السرب 506 التابع للقوات الجوية البرتغالية للاطلاع عن قرب على إمكانيات الطائرة وقدراتها التشغيلية.
يمثل استبدال أسطول هيركوليس قفزة نوعية واستراتيجية للمغرب، إذ إن الـ C-130 لا تتجاوز حمولتها 20 طناً وسرعتها القصوى 650 كم/س، بينما تتميز الـ KC-390 بقدرة على حمل 26 طناً والطيران بسرعة تقارب 870 كم/س.
وتعتمد الطائرة البرازيلية على محركين نفاثين من طراز IAE V2500-E5، ونظام تحكم حديث Fly-by-Wire، وأجهزة إلكترونية رقمية متطورة، ما يتيح سرعة أكبر في نقل القوات والمعدات مع خفض تكاليف التشغيل لكل ساعة طيران. كما تتميز بمرونتها العالية، إذ يمكن استخدامها كطائرة تزود بالوقود جواً للمقاتلات والمروحيات، وإجراء عمليات إنزال جوي للقوات والمعدات، وتنفيذ مهام الإجلاء الطبي، والعمل من مدارج قصيرة أو غير مهيأة.
وتتضمن الطائرة أنظمة دفاع مدمجة مثل أجهزة الإنذار الراداري ووسائل الحرب الإلكترونية، ما يزيد من قدرتها على البقاء في بيئات عالية التهديد.
ووفقاً لموقع Military Africa، فقد شهدت المنافسة بين الـ KC-390 وطائرة C-130J Super Hercules التي عرضتها شركة لوكهيد مارتن للمغرب تقارباً كبيراً، غير أن مصادر دفاعية مغربية أوضحت أن الطائرة البرازيلية تفوقت بفضل تقنياتها الأحدث وكلفتها التشغيلية المجزية على المدى الطويل.
أما وكالة رويترز فقد نقلت أن الصفقة مع إمبراير تتجاوز مجرد عملية شراء، إذ تشمل عقداً للتدريب والصيانة، إضافة إلى تعاون صناعي محتمل ضمن خطة استثمارية للشركة البرازيلية تبلغ قيمتها مليار دولار في قطاع الطيران المغربي بحلول عام 2035.
استراتيجياً، يعزز اختيار الـ KC-390 موقع المغرب في مواجهة منافسه الإقليمي الجزائر، التي تمتلك أسطولاً من طائرات النقل الثقيلة الروسية مثل Il-76 وAn-124. كما أن تبني هذه الطائرة الحديثة يوسع من مستوى التشغيل البيني مع دول الناتو، ويقوي دور المغرب في المهام المتعددة الجنسيات بإفريقيا والمتوسط، مع تقليص الاعتماد الكلي على الحلول اللوجستية الأميركية.