SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

وافقت وزارة الدفاع الإسرائيلية على برنامج بقيمة 1.5 مليار دولار لتسريع إنتاج مركبات مدرعة جديدة، بما في ذلك دبابة المعركة الرئيسية المتقدمة “ميركافا إم كا 4 باراك”.

ويأتي هذا البرنامج بعد أشهر من العمليات المكثفة في قطاع غزة، ويهدف إلى تعويض المدرعات المدمرة وتوسيع قدرات القوات الإسرائيلية بعد عمليات النشر الواسعة خلال عملية “السيف الحديدي”.

بالإضافة إلى ميركافا إم كا 4، تشمل منظومات الأسلحة الإسرائيلية التي سيُسرَّع إنتاجها مركبة النقل المدرعة للجنود “نمر” والمدرعة “إيتان” ذات الثماني عجلات (8×8).

ولم تكشف وزارة الدفاع الإسرائيلية عن عدد كل نوع من المركبات القتالية الجديدة التي سيتم تصنيعها.

على الصعيد العملياتي، شهد الأسطول المدرع الإسرائيلي تحسينات مستمرة منذ حرب لبنان 2006، إذ جرى تحديثه لمعالجة نقاط الضعف أمام أنظمة الأسلحة المضادة للدبابات.

وقد مكّن إدخال أنظمة الحماية النشطة مثل “تروفي” على ميركافا ونمر القوات الإسرائيلية من الصمود في بيئة عالية التهديدات المضادة للمدرعات.

حتى الآن، كانت المدرعات الثلاث، ميركافا، ونمر، وإيتان، القوة القتالية الأساسية للقوات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة وعلى الحدود اللبنانية خلال الحرب الطويلة والمكثفة.

قدرات ميركافا ونقاط ضعفها

تُعتبر دبابة ميركافا العمود الفقري للجيش الإسرائيلي، إذ صُممت لحماية طاقمها من الأخطار المباشرة. يتألف الطاقم من أربعة أفراد هم السائق والمدفعي والملقم والقائد، وتتميز الدبابة بدرعها المتين الذي يجعل تدميرها مهمة صعبة.

يجلس المدفعي خلف السائق ويتحكم بالبرج والمدفع الرئيسي الذي يبلغ عياره 120 ملم، كما يمكنه استخدام مدفع رشاش لاستهداف المشاة. أما القائد، فيجلس خلف المدفعي إلى الجهة اليمنى، ويستطيع تولي مهام المدفعي في حال إصابة الأخير، إضافة إلى التحكم بالحساسات والكاميرات لمراقبة محيط الدبابة. يمتلك القائد خوذة حديدية تمكّنه من رؤية البيئة المحيطة من الداخل عبر تحريك رأسه في أي اتجاه. ويتولى الملقم اختيار نوعية الذخائر وتلقيم المدفع كهربائيًا، وتستوعب الدبابة 48 قذيفة، مع تقليم داخلي محدود لعشر قذائف فقط لتقليل مخاطر الانفجار. كما يمكن استخدام الجزء الخلفي من الدبابة كناقلة جنود لنقل ستة أفراد.

تتميز ميركافا بمجموعة من الأسلحة الإضافية، منها رشاشات عيار 12.7 ملم، وقذائف هاون عيار 60 ملم يتم تلقيمها من الداخل، إضافة إلى قنابل دخانية للتمويه أثناء الهجوم. وتحتوي الدبابة على نظام تروفي الدفاعي النشط، الذي يكتشف القذائف الموجهة ويطلق مضاداتها تلقائيًا، مدعومًا بالذكاء الصناعي لتسهيل مهام الطاقم والتواصل مع الوحدات الأخرى في الميدان. وقد صُمم التدريع لحماية الطاقم إلى أقصى حد، مع وضع المحرك في المقدمة لتعزيز مستوى الحماية.

رغم تكلفتها التي تصل إلى خمسة ملايين دولار، تحتوي الدبابة على نقاط ضعف يمكن للأسلحة المتقدمة استغلالها لإلحاق الضرر بها أو تدميرها بالكامل. ينقسم دفاعها إلى نظام دفاع نشط، يعتمد على تروفي لرصد القذائف القادمة والتصدي لها، ودفاع غير نشط يعتمد على التدريع متعدد الطبقات بما في ذلك الدرع التفاعلي الذي يعرقل المقذوف ويشتت رأسه قبل أن تقوم الطبقات المركبة بصد ما تبقى منه.

إلا أن بعض القذائف مثل “ياسين-105” تمكنت من التغلب على هذا التدريع عبر استخدام رأسين مترادفين؛ يخترق الأول الدرع الخارجي بينما ينفجر الثاني داخل الدرع الرئيسي لاختراقه وتحقيق الهدف. تتطلب العملية إطلاق القذيفة من مسافة قريبة لتجنب اكتشافها من قبل نظام تروفي، ثم اختراق الدرع التفاعلي بواسطة الرأس الخارق، وأخيرًا الانفجار داخل الدبابة أو إصابتها بشكل فعال.

وبالنظر إلى التدريع المتقدم، تبقى المهمة صعبة، ما يجعل التركيز على استهداف النقاط الأضعف في الدبابة، وغالبًا ما تكون أسفل البرج حيث يقل التدريع مقارنة ببقية الأجزاء.

شارك الخبر: