حضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حفل افتتاح منشأة شركة “بي إم سي” (BMC) لإنتاج الدبابات والمركبات المدرعة في أنقرة، حيث تم تسليم أول دبابة قتال رئيسية من طراز “ألتاي” مصنوعة محليًا إلى القوات المسلحة التركية.
وقال أردوغان: ”سيتم إنتاج ثماني دبابات من طراز ألتاي وعشر مركبات مدرعة من طراز ألتوغ شهريًا في منشأة الإنتاج الجديدة التي تبلغ مساحتها 63 ألف متر مربع”، مضيفًا أن دبابة “ألتاي” اجتازت بنجاح سلسلة من الاختبارات البرية واختبارات إطلاق النيران باستخدام الذخيرة الحية قبل تسليمها.
وفي كلمته خلال الحفل، قال خلوق غورغون، رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، إن مشروع دبابة ”ألتاي“ يمثل علامة فارقة في تعزيز القدرات الدفاعية لتركيا. وأضاف غورغون: ”لقد حقق قطاعنا الخاص وشركاتنا ومهندسونا وعمالنا إنجازاً هو الأول من نوعه في تاريخنا. فقد قمنا بتصميم واختبار وتجهيز دبابة قتال رئيسية خاصة بنا. ويعود الفضل في هذا النجاح إلى براعة المهندسين الأتراك وإرادة أمتنا“.
ووصف منشأة “بي إم سي” الجديدة بأنها أكثر من مجرد منشأة إنتاج — فهي رمز لقدرات تركيا الهندسية وعمقها التكنولوجي. وأكد غورغون أن تركيا، في ظل رؤية الرئيس أردوغان لـ ”صناعة دفاعية مستقلة تمامًا“، تحولت من مستورد إلى منتج للأنظمة الفرعية الحيوية. وقال: ”نحن الآن نصنّع مكونات كنا نضطر في السابق إلى شرائها من الخارج — وهي أقوى وأكثر تطوراً ويمكن حتى تصديرها“.

ووفقًا لغورغون، فقد عزز مشروع “ألتاي” قدرات تركيا في مجال إنتاج الأسلحة ذات العيار الكبير وتقنيات الدروع المركبة وأنظمة الحماية النشطة. تدمج الدبابة أنظمة فرعية مطورة محليًا، بما في ذلك نظام الحماية النشطة AKKOR ونظام تحكم في إطلاق النيران.
وقال غورغون: ”اليوم، أكمل فريق مكون من 800 مهندس و1250 عامل و90 مقاول من الباطن أكثر من 17.5 مليون ساعة عمل هندسي و35000 كيلومتر من الاختبارات البرية و3700 عملية إطلاق لإعداد دبابة ألتاي للمستقبل”، وأضاف ”تأتي الدبابة مع ضمان لمدة عامين وست سنوات من الدعم اللوجستي، مما يضمن أداءً ميدانيًا طويل الأمد“.
تضم منشأة “بي إم سي” مركزًا للحماية الباليستية، وميدانًا مفتوحًا لاختبار الدروع، وخطوط اختبار وتصنيع متطورة. وأشار غورغون إلى أن هذه البنية التحتية ”لن تلبي احتياجات اليوم فحسب، بل ستشكل أيضًا الدبابات والمركبات المدرعة في المستقبل“.
يقع المصنع في المنطقة الصناعية المخصصة لصناعات الفضاء والطيران في العاصمة أنقرة، ويغطي مساحة 682,000 متر مربع، ويستخدم أنظمة لحام آلية قادرة على إنتاج ما يصل إلى 96 دبابة من طراز “ألتاي” سنويًا. ويتميز بخطوط إنتاج متكاملة رقميًا مبنية على التحكم الذاتي وتحليل البيانات، ومصممة لتكون ”مصنع المستقبل“.
وخلص غورغون إلى أن قطاع الدفاع التركي قد تطور ليصبح نموذجًا عالميًا للتعاون والابتكار. وقال: ”ما ندشنه اليوم ليس مجرد نجاح إنتاجي، بل هو نتيجة للقيادة الاستراتيجية والتصميم الوطني“.

