خاص – علي عمر
أجرى الأمن والدفاع العربي، تزامناً مع فعاليات “معرضي آيدكس ونافدكس 2025″ في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مقابلة خاصة مع السيد هيرفي دامان، نائب الرئيس التنفيذي للأنظمة البرية والجوية لمجموعة تاليس العالمية، لاستكشاف مبادرات الشركة لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي لمواجهة التهديدات وجهودها في تطوير تكنولوجيا الرادار، والأنظمة البرية والجوية.
يستعرض دامان الضوء في هذا الحوار الحصري دور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية في تحقيق التفوق العسكري، ويعطي لمحة عن الجيل القادم من الأنظمة البرية والجوية التي تعمل عليها “تاليس” بظلّ التطور التكنولوجي، بالإضافة إلى أحدث التطورات في تكنولوجيا الرادار التي تقدمها الشركة لتحسين هذه الأنظمة وتوفير الحماية من التهديدات الحديثة. وفيما يلي نص المقابلة:
- ما هي أحدث التطورات في تكنولوجيا الرادار التي تقدمها مجموعة تاليس؟ وكيف تساهم هذه التطورات في تحسين أداء الأنظمة الدفاعية والأمنية وتوفير الحماية من التهديدات الحديثة؟
كانت تاليس تتصدر تكنولوجيا الرادار لسنوات عديدة، حيث تعمل باستمرار على الابتكار لتوفير حلول متقدمة تلبي المتطلبات الحديثة لأنظمة الدفاع والمشهد المتغير للتهديدات (السريعة والمنخفضة السرعة).
وبصفتنا شركة رائدة في تكنولوجيا صفيف مسح الالكترونيات النشطة (AESA) لأكثر من 10 سنوات، فقد قمنا بتطوير رادارات AESA رباعية الأبعاد (المعروفة أيضاً باسم رادارات Dual Axis Multi-beam) التي أثبتت كفاءتها في القتال في الميدان، والتي توفر أقصى وقت بلوغ للهدف ما يتيح الكشف السريع والدقيق عن أهداف صغيرة جداً في بيئات مزدحمة، مثل الطائرات بدون طيار.
بالإضافة إلى ذلك، تتقاسم جميع رادارات المراقبة الجوية لدينا نفس أنظمه الرادارات المعرفة برمجياً (SDR)، وهو مزيج سهل التحديث لمواجهة التهديدات المتطورة مثل الطائرات بدون طيار أو الأهداف فائقة السرعة. وعلاوة على ذلك، توفر هذه البنية المعيارية للغاية ميزة تزويد العملاء برادارات موجودة مثل GM200، مع القدرة على الترقية إلى GM200 MM/A على سبيل المثال.
إن استخدام الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يعزز قدرات التصنيف الخاصة بمراقبتنا الجوية، على سبيل المثال توفير التمييز السريع بين الطيور والطائرات بدون طيار صغيرة الحجم.
القرارات التي توفر التفوق العملياتي في ساحة المعركة.
- مع تزايد التهديدات الجوية، كيف تطورت أنظمة الدفاع الجوي في تاليس لمواكبة التهديدات الجديدة والمتطورة؟ وما هي أهمية الحلول المتكاملة التي تقدمها تاليس في مواجهة هذه التهديدات؟
تعني التدخلات غير المرغوب فيها في المجال الجوي أن الدول تحتاج إلى حلول لحماية مجالها الجوي والدفاع عنه. وشركة تاليس قادرة على دعم الدول من خلال توفير أنظمة للحفاظ على سيادة مجالها الجوي من خلال حلول الدفاع الجوي المتكاملة والمراقبة الجوية التي يمكن أن توفر صورة جوية متكاملة.
نحن ندعم القوات في مواجهة التهديدات الجديدة في جميع طبقات المجال الجوي، بدءاً من التهديدات منخفضة العلو مثل تهديدات الطائرات بدون طيار إلى الصواريخ الأسرع من الصوت. وتقدم شركة تاليس حلولاً لسلسلة القرار بأكملها وتمكن القوات من تقديم أفضل استجابة لمعالجة التهديد واكتشاف التهديدات باستخدام راداراتنا، وتحديدها باستخدام أنظمة القيادة والتحكم المتكاملة التي توفر صوراً جوية متكاملة، وتحييدها باستخدام أحدث ما توصلت إليه الصناعة في مجال المستجيبات.
من خلال حلولنا، نقدم الاستجابة الأكثر دقة لكل تهديد، في ساحات القتال الآخذة في التعقيد، ونمكن القوات من اتخاذ أسرع القرارات التي توفر التفوق العملياتي في ساحة المعركة.
- هل يمكنكم تقديم لمحة عن الجيل القادم من الأنظمة البرية والجوية التي تعمل عليها مجموعة تاليس؟ وكيف تتصورون مستقبل هذه الأنظمة في ظل التطورات التكنولوجية السريعة؟
تستثمر شركة تاليس باستمرار في البحث والتطوير لتعزيز قدراتها في أنظمة الدفاع الجوي والمراقبة. وتستثمر تاليس 4 مليارات يورو في مجال البحث والتطوير.
وهو ما يشمل التطورات في التقنيات التي تغطي سلسلة القرار الكاملة على سبيل المثال الكشف باستخدام أنظمة الرادار وتقنيات الاستشعار، والتعرف على أنظمة القيادة والتحكم المتكاملة والبيانات ذات الصلة، وتحييد التهديدات باستخدام أجهزة الجيل التالي.
تدمج تاليس التقنيات الجديدة في أنظمة الدفاع الجوي مثل دمج الذكاء الاصطناعي وتقنيات الكم لتحقيق التفوق التشغيلي من خلال تسريع سلسلة القرار.
- كيف يمكن للحوسبة الكمية أن تحدث ثورة في قدرات الأنظمة البرية والجوية؟ وكيف تستفيد تاليس من الذكاء الاصطناعي في تعزيز فعالية أنظمة الدفاع والمراقبة؟
يساهم كل من الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية في تسريع مراحل اتخاذ القرار (إطار OODA)، أو بعبارة أخرى سلسلة القرار، وإتاحة التفوق في ساحة المعركة.
سوف تتصدى تقنيات الكم لتحديين رئيسيين: التعقيد الذي لا يمكن معالجته من خلال الحوسبة الكلاسيكية، والحاجة إلى المحاكاة التي يعد تسريع تكنولوجيا الكم فيها مكسباً حقيقياً.
يعزز الذكاء الاصطناعي أنظمة الدفاع الجوي من خلال تسريع وتيرة اكتشاف التهديدات بمقدار 3 مرات. بالإضافة إلى ذلك، ستجمع الأنظمة الهجينة بين الحوسبة الكلاسيكية والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية.
في المستقبل، ستساعد أنظمة الدفاع الجوي الهجينة على معالجة كل من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي الهجين المتوافق مع الأنظمة الحيوية لاقتراح الاستجابات الأكثر فعالية لتحييد التهديدات، وهو ما سيزيد من السرعة والدقة والقدرة على التعامل مع التعقيد على جميع مستويات سلسلة القرار: الكشف والتتبع والتحديد والتحييد.
سيسمح دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الكمية بتحسين اكتشاف وتتبع الأجسام من المستويات المنخفضة في المجال الجوي مثل الطائرات بدون طيار إلى التهديدات الجديدة السريعة جداً مثل التهديدات التي تفوق سرعة الصوت والمناورات المفرطة بفضل معالجة كميات هائلة من البيانات التي توفرها أجهزة الاستشعار / الرادارات أو الأقمار الصناعية على سبيل المثال في نفس الوقت وفي الوقت الفعلي. ستتيح هذه التقنيات أيضاً إعادة تكوين أنظمة C4I في الوقت الفعلي للحصول على صورة أكثر دقة لصورة الهواء.