في خطوة أثارت اهتمام الأوساط الدفاعية والعسكرية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الخميس 15 مايو 2025، توقيعه قراراً تنفيذياً يقضي بإنشاء نظام دفاع صاروخي جديد أطلق عليه اسم “القبة الذهبية”، وذلك بهدف تعزيز قدرات الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الجوية المتطورة.

جاء الإعلان خلال زيارة ترامب لقاعدة العديد الجوية في دولة قطر، ضمن جولته الخليجية التي شملت أيضاً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وأمام حشد من الجنود الأميركيين، أكد ترامب عزمه تخصيص “أضخم ميزانية عسكرية في تاريخ البلاد”، مضيفاً أن “الولايات المتحدة تمتلك أقوى جيش على وجه الأرض”.

وشدد الرئيس الأميركي على أن إدارته لن تتهاون في الدفاع عن أمن البلاد وشركائها، قائلاً: “أولويتي دائماً هي إنهاء النزاعات، ولكنني لن أتردد في استخدام القوة عند الضرورة لحماية حلفائنا وردع أعدائنا”.

القبة الذهبية.. دفاع جوي من الجيل التالي

ويأتي هذا الإعلان تتويجاً لتصريحات سابقة أدلى بها ترامب في وقت سابق من هذا العام، حيث أشار إلى عزمه إنشاء منظومة دفاعية مماثلة لنظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي، لكنها مطورة بتقنيات أحدث ومخصصة لحماية الأراضي الأميركية.

خلال مؤتمر للحزب الجمهوري في ميامي، أكد ترامب أن المشروع الجديد يمثل أولوية قصوى في أجندته الدفاعية، قائلاً: “نحن بحاجة فورية إلى بناء قبة حديدية أميركية بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا”. وقد تزامن هذا التصريح مع تولي بيت هيغسيث مهامه كوزير جديد للدفاع في إدارة ترامب.

ووفقاً لبيان حصلت عليه شبكة “سي إن إن”، فإن نظام “القبة الذهبية” يصنّف كـ”درع دفاعي من الجيل القادم”، قادر على التصدي لمجموعة واسعة من التهديدات، تشمل الصواريخ الباليستية، والصواريخ الأسرع من الصوت (فرط صوتية)، والصواريخ المجنحة، فضلاً عن الطائرات المعادية وأنظمة الهجوم الجوي الأخرى.

تصنيع محلي بالكامل

وبحسب الرئيس الأميركي، فإن النظام الجديد سيُصنّع بالكامل داخل الولايات المتحدة، في إطار سياسة “صُنع في أميركا” التي لطالما تبناها ترامب خلال ولايته. كما أكد وزير الدفاع الأميركي دعم البنتاغون الكامل للمشروع، مشيراً إلى أن “أوامر تنفيذية إضافية يجري العمل عليها حالياً، من بينها مشروع القبة الدفاعية لأميركا”.

رغم أن الولايات المتحدة لم تتعرض حتى اليوم لهجمات بصواريخ باليستية أو مجنحة من هذا النوع، فإن ترامب أصرّ على أهمية امتلاك قدرة ردع متقدمة في ظل تصاعد التهديدات من دول كروسيا والصين، حيث قال في أكثر من مناسبة خلال حملته الانتخابية إنه يطمح إلى إنشاء “درع لا يمكن اختراقه” لحماية الأميركيين.

ويُنظر إلى مشروع “القبة الذهبية” على أنه نقلة نوعية في الاستراتيجية الدفاعية الأميركية، في وقت يتزايد فيه القلق العالمي من سباق التسلح وتطور تكنولوجيا الصواريخ بعيدة المدى وفائقة السرعة.