في عالم تتسارع فيه التطورات العسكرية والتكنولوجية، وتحتد فيه المنافسة على الهيمنة الجوية، كشفت تركيا عن طائرتها الجديدة بدون طيار “أنكا-3″، التي تمثل جيلاً متقدماً من الطائرات الشبحية الهجومية، وتعد إحدى أبرز خطوات أنقرة نحو تحقيق استقلالية تامة في الصناعات الدفاعية الجوية.
“أنكا-3” هي طائرة مسيّرة قتالية طورتها شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (توساش – TUSAŞ)، بتصميم مثلثي يذكّر بالقاذفة الأميركية الشهيرة B-2، لكنها تختلف عنها من حيث كونها بدون طيار. لا تحتاج إلى طيار بشري، ولا تتأثر بالمخاطر الجوية، وتعمل بكفاءة في أصعب الظروف الميدانية.
يبلغ باع جناحيها نحو 7 أمتار، وتتميز ببصمة رادارية منخفضة جداً بفضل التصميم الانسيابي واستخدام تقنيات خاصة لامتصاص الموجات، ما يجعلها تظهر على شاشات الرادار كطائر صغير، رغم أنها قادرة على حمل ذخائر قادرة على تدمير منشآت عسكرية بأكملها.
تم تصميم “أنكا-3” لتكون أكثر من مجرد طائرة استطلاع. فهي مزوّدة بإمكانيات هجومية متقدمة تشمل: قصف أهداف أرضية محصنة بدقة عالية، والاشتباك مع طائرات معادية جوًا، وضرب أنظمة الدفاع الجوي من مسافات آمنة، وتقديم الدعم الهجومي لمسيّرات أخرى مثل “بيرقدار أقنجي” و”كزل إلما”.
وتستطيع الطائرة حمل ذخائر متنوعة، تشمل الذخائر الذكية، وصواريخ “سوم-جي” الجوالة، وصواريخ جو-جو متوسطة المدى، مما يجعلها فعالة في المهام المتعددة في بيئات قتالية معقدة.
من أبرز ما يميز “أنكا-3” هو اعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تستطيع جمع البيانات وتحليلها بشكل فوري، وتحديد الأهداف، واتخاذ قرارات ميدانية دون تدخل بشري مباشر. كما يمكن تشغيلها ضمن تشكيلات هجومية مشتركة، والتكيف تلقائيًا مع التهديدات في ميدان المعركة، مع إمكانية الاتصال المباشر بالأقمار الصناعية التركية مثل “كوزاي” و”إينس” و”إيمجا”.
حتى وقت قريب، كانت تركيا تعتمد بشكل أساسي على طائرات F-16 الأميركية، وغالبًا ما كانت تنتظر موافقة واشنطن لإجراء تحديثات حيوية. لكن “أنكا-3” تمثل تحولًا واضحًا نحو بناء قوة جوية مستقلة، تعتمد على التكنولوجيا المحلية، وتبتعد عن التبعية للغرب.
وتوفر هذه الطائرة قدرات تنفيذية لا تقل عن القاذفات الأميركية في بعض المهام، بينما تتمتع بميزة انخفاض التكلفة وسهولة التشغيل، ما يجعلها محورًا لعقيدة الردع الجوي الذكي التي تتبناها أنقرة.