أحرزت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TAI) خطوة كبيرة نحو تصدير طائرتها المحلية للتدريب النفاث الأسرع من الصوت “هُرجيت” (HÜRJET) إلى أوروبا، من خلال شراكة استراتيجية جديدة مع شركة “إيرباص”.
وقد تم توقيع الاتفاق، الذي ينص على تسليم ما يصل إلى 30 طائرة “هُرجيت” إلى إسبانيا، خلال فعاليات الدورة السابعة عشرة من معرض الصناعات الدفاعية الدولي آيدف 2025 (IDEF) في إسطنبول.
ووفقًا لشركة TAI، فإن هذه الشراكة ستُسرّع من إدماج طائرة “هُرجيت” في أساطيل الدول الأوروبية، كما ستُعزز من حضور تركيا في سوق الطيران الدفاعي الإقليمي.
وقال المدير التنفيذي لـ TAI، محمد دمير أوغلو، في بيان رسمي: “نُسجّل اليوم محطة جديدة في رحلة هُرجيت نحو أوروبا – هذه المنصة التي تجسّد براعة المهندسين الأتراك. هذا الاتفاق مع إيرباص لا يُعدّ مجرد نجاح تصديري، بل هو أيضًا اعتراف بالنضج التكنولوجي لصناعة الطيران التركية. وستكون هُرجيت في سماء إسبانيا رمزًا لتنافسية تركيا العالمية.”
ويأتي هذا الاتفاق بعد توقيع مذكرة تفاهم في وقت سابق من هذا العام بين TAI، وشركة إيرباص، ووزارة الدفاع الإسبانية، تمهّد الطريق لتوقيع عقد رسمي متوقّع قبل نهاية عام 2025، مع بدء عمليات التسليم بحلول عام 2028.
وتنص بنود الاتفاق المقترح على إمكانية تجميع الطائرات محليًا في إسبانيا، بمساهمة من الشركات الإسبانية العاملة في قطاع الطيران، إذ تعتبر مدريد هذه الصفقة جزءًا من إطار أوسع للتعاون الصناعي، يهدف إلى تعزيز العلاقات الدفاعية والتصنيعية بين البلدين.
وتُعدّ “هُرجيت” طائرة تدريب نفاثة من الجيل الجديد، ثنائية المقعد، تُصنّع بالكامل باستخدام موارد هندسية تركية، كما يمكن استخدامها في مهام الهجوم الخفيف. وقد بدأ تطويرها في يوليو 2017، لتكون بديلًا للطائرات T-38M وNF-5A/B في سلاح الجو التركي. ونفذت الطائرة أولى رحلاتها في 25 أبريل 2023.
وأوضحت شركة TAI أن “هُرجيت” أنجزت أكثر من 210 طلعات اختبارية، وتمكنت من تجاوز سرعة 1 ماخ، ما يُثبت جاهزيتها للمهام العملياتية.
وفي بيان صحفي، أكدت الشركة أن التعاون مع إيرباص يدمج قدرات الشركتين الهندسية، ويهدف إلى تسريع مراحل الشهادة الفنية والتكييف والتسليم للطائرة.
كما شددت TAI على أن الطائرة لا تمثّل مجرد قدرة تدريب متقدمة، بل تعبّر أيضًا عن عزم تركيا على تعزيز دورها في برامج الدفاع الأوروبية المستقبلية.
وبينما تستعد “هُرجيت” لدخول السوق الأوروبية، يأمل المسؤولون الأتراك أن يمهّد دخولها إلى إسبانيا الطريق أمام مزيد من عقود التصدير وبرامج التطوير المشترك بين الدول الأعضاء في حلف الناتو.
وإذا ما اكتملت الصفقة كما هو مخطط، فستكون هذه أول طلبية أوروبية للطائرة “هُرجيت”، مما يعزز موقع تركيا كمورد صاعد للأنظمة الدفاعية عالية الأداء في القارة.
