اختُتمت في مدينة إسطنبول فعاليات النسخة السابعة عشرة من معرض الصناعات الدفاعية الدولي “آيدف 2025″، والذي استمر لستة أيام بمشاركة أكثر من 1400 شركة من تركيا ومختلف أنحاء العالم، وحضور رسمي رفيع من 103 دولة.
أُقيم المعرض تحت رعاية وزارة الدفاع التركية وبدعم من رئاسة الصناعات الدفاعية، وشهد حضوراً لافتاً لشركات كبرى من الولايات المتحدة وإيطاليا وأوروبا، إلى جانب الأجنحة الرسمية لكل من الإمارات العربية المتحدة بقيادة مجموعة EDGE، والمملكة العربية السعودية التي سجلت أكبر تمثيل أجنبي في المعرض.
وقد أعلن رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية خلوق غورغون، أن إجمالي قيمة العقود التي أبرمت في المعرض الدولي السابع عشر للصناعات الدفاعية (IDEF 2025) في إسطنبول، بلغ 9 مليارات دولار.
وأشار غورغون، وفقًا لوكالة “الأناضول” التركية، إلى أن عدد زوار المعرض تجاوز 120 ألف زائر، بينما بلغ عدد الشركات المشاركة 1491 شركة، إلى جانب ممثلين عن 103 دول، وشهد زيارة 231 وفدًا رسميًا، وأكثر من 120 ألف زائر.
وأوضح أنّ معرض “IDEF 2025” شهد عرض 26 منتجًا جديدًا من الصناعات الدفاعية، وأكثر من 1100 منتج لأول مرة في المعرض.
ولفت إلى أن المعرض شهد 270 حفل توقيع على اتفاقات، وأن 65 بالمئة من هذه الاتفاقيات كانت موجهة للتصدير خارج تركيا.
ومن أبرز العروض التي جذبت الأنظار، الكشف لأول مرة عن الصاروخ البالستي الفرط-صوتي “تايفون بلوك-4” من إنتاج شركة “روكيتسان”، إلى جانب مجموعة من المنظومات الجديدة شملت: النسخة AKATA من صاروخ ATMACA البحري، وصاروخ GÖKBORA جو-جو بعيد المدى، والذخيرة الانتحارية EREN، والصاروخ البالستي 300ER، ومنصة الإطلاق الفضائي Şimşek-2.
بدورها، عرضت شركة ASELSAN منظومة EJDERHA المضادة للطائرات المسيّرة بتقنية الموجات الميكروية، بالإضافة إلى منظومات دفاع جوي أخرى منها GÖKTAN وKORAL 200 وTURAN وGÜRZ، ومنظومات استشعار ورادار متقدمة كـ ASELFLIR-600 وCENK 350-N، ومنصة GÖKSUR VLS للإطلاق العمودي، والمركبات البحرية ذاتية القيادة DERİNGÖZ.
أما وزارة الدفاع التركية فقد عرضت لأول مرة قنبلتين موجهتين جديدتين: GAZAP وHAYALET، وتميّزت الأولى بقدرتها العالية على التشظية، حيث تطلق أكثر من 10 آلاف شظية ضمن دائرة قطرها كيلومتر واحد.
في قطاع الصناعات البحرية، قدّمت شركة STM نموذجاً لسفينة هجومية سريعة بتصميم محلي بالكامل، مصممة للمهام السطحية والهجمات الصاروخية بعيدة المدى، إلى جانب طائرتها العمودية التكتيكية بدون طيار ومنظومة Kargu FPV الانتحارية المُحدّثة.
كما استعرضت شركة BMC ثلاث منصات برية جديدة: مركبة ZEYBEK متعددة المهام، وناقلة الإمداد المدرعة TURAN، ومركبة ALTUĞ 8×8 ببرج مدفع 105 ملم.
وفي قطاع الطيران، كشفت شركة Baykar عن الطائرة المروحية P.180 Avanti EVO ذات المحركين، والتي تُعرف باسم “فيراري السماء”، وقد عُرضت ضمن المنصات الثابتة في مطار أتاتورك.
من جانبها، قدّمت TÜBİTAK SAGE صاروخ GÖKHAN جو-جو العامل بمحرك رام-جت، والذي تم تطويره في إطار برنامج وطني بدأ عام 2021.
كما عرضت HAVELSAN مجموعة من حلول القيادة والسيطرة، ومنصات اتخاذ القرار المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتقنيات التعاون بين الأنظمة المأهولة وغير المأهولة، وحلول تشغيل هجينة.
وعلى صعيد العقود، أُعلن خلال المعرض عن توقيع اتفاق تصدير بين تركيا وإندونيسيا لتوريد 48 مقاتلة من طراز KAAN، والتي تمثل دخول تركيا إلى جيل المقاتلات الخامس. كما وقّعت تركيا وبريطانيا مذكرة تفاهم بشأن إمكانية انضمام أنقرة إلى مستخدمي طائرات Eurofighter Typhoon.
ومن بين الشركات التركية التي حظيت باهتمام الزوار، برزت شركة REPKON التي كشفت للمرة الأولى عن رشاش ثقيل عيار 12.7×99 ملم من الفئة القياسية لحلف الناتو. السلاح الجديد صُمم للاستخدام البري والبحري والجوي، ويتميز بخاصية التغيير السريع للسبطانة ودعم أنماط إطلاق متعددة، ويمكن تركيبه على منصات مأهولة وغير مأهولة أو استخدامه على حامل أرضي ثلاثي القوائم.
مديرة تطوير الأعمال في REPKON، حزال غوليركايا، أوضحت أن الرشاش الجديد يمثل خطوة نحو تعزيز القدرات المحلية في تسليح منصات القتال المختلفة.
وتحدث المدير العام لمؤسسة القوات المسلحة التركية، بلال طوبجو، عن الأبعاد الدولية للمعرض، مشيراً إلى مشاركة 231 وفداً رسمياً، من بينهم وزراء دفاع ورؤساء أركان. كما لفت إلى تزايد اهتمام الزوار الأجانب بالتعامل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة التركية، وليس فقط مع الشركات الكبرى.
تخللت حفل الافتتاح عروض حية لأنظمة دفاع جوي ومركبات مدرعة ومنصات غير مأهولة ومروحيات وسفن تركية، في استعراض وصفه المنظمون بأنه “عرض تجاري” للترويج للمنصات الجاهزة للتصدير.
ومن المقرر أن تُقام النسخة القادمة من المعرض عام 2027، وسط توقعات بتوسّع المشاركة الدولية وتعزيز الحضور التركي في أسواق الدفاع العالمية.