أعلنت وزارة الدفاع الإندونيسية، الثلاثاء، أن جاكرتا وقعت صفقة لشراء 48 طائرة مقاتلة من طراز “قآن” من تركيا، في أحدث عملية شراء تنفذهها الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا لتحديث عتادها العسكري المتقادم.
ومن أجل تعزيز قواتها الجوية، طلبت إندونيسيا أيضاً 42 طائرة “رافال” فرنسية بقيمة 8.1 مليار دولار في عام 2022، كما تدرس طلب طائرات مقاتلة من طراز G-10 الصينية، وتواصل المحادثات لشراء طائرات F-15SS الأميركية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الإندونيسية، فريجا ويناس إنكريوانج، في بيان، إن إندونيسيا وتركيا “وقعتا عقد تنفيذ” السبت الماضي، على هامش المعرض الدولي للصناعات الدفاعية “آيدف 2025” في إسطنبول.
ولم يقدم تفاصيل بشأن قيمة الصفقة أو مواعيد التسليم.
المقاتلة التركية قآن
والطائرة قآن هي أول مقاتلة مصنعة محلياً في تركيا، وأكملت رحلتها الأولى في فبراير 2024، لكن من غير المتوقع أن يبدأ الإنتاج واسع النطاق قبل عام 2028.
وتصنف وزارة الدفاع التركية المقاتلة على أنها طائرة من الجيل الخامس، مشيرة إلى أنه من المنتظر تزويدها بمحركين من طراز جنرال إلكتريك F-110 المنتظر استخدامه أيضاً في طائرات F-16 من الجيل الرابع التي تنتجها لوكهيد مارتن الأميركية.
وذكر فريجا أن وزير الدفاع شافري شمس الدين شهد توقيع الصفقة، موضحاً أن توقيعها يؤكد التزام الحكومتين بتعزيز التطوير التكنولوجي المشترك، وتوسيع قدرة صناعة الدفاع في إندونيسيا.
وإلى جانب وزير الدفاع الإندونيسي، شهد مراسم التوقيع أيضاً كل من رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية هالوك جورجون، والرئيس التنفيذي لشركة الصناعات الجوية التركية محمد دمير أوغلو، ورئيس مجلس إدارة الشركة عمر جيهات فاردان، ورئيس هيئة المرافق الدفاعية الإندونيسية المارشال يوسف زوهاري.
ووقعت إندونيسيا كذلك مذكرة تفاهم مع حوض بناء سفن في تركيا، لشراء فرقاطتين خلال معرض الدفاع في إسطنبول، وفقاً لمنشور لشافري على وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت متأخر من مساء الاثنين.

“اتفاق تاريخي”
ووصف موقع “Defense News” هذه الصفقة بأنها “اتفاق دفاعي تاريخي”، تعكس اتساع حضور الصناعات الدفاعية التركية في جنوب شرق آسيا.
وأشار الموقع الأميركي المتخصص في شؤون الدفاع والتسلح العالمي، في تقرير الاثنين، إلى أن توقيع العقد التجاري النهائي للصفقة جاء متضمناً الملاحق الفنية، وتفاصيل التنفيذ الخاصة باتفاق الشراء الحكومي بين البلدين (G2G) الذي جرى التوصل إليه مبدئياً في 11 يونيو 2025.
وتنص الاتفاقية على تعاون شامل في مجالات الهندسة والتصنيع ونقل التكنولوجيا، مع التركيز على إنشاء بنية تحتية لصناعات الطيران في إندونيسيا، بما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين.
شراكات صناعية طويلة الأمد
ومن المقرر أن تُسلَّم الطائرات الـ48 وفق جدول زمني مرحلي على مدى 10 سنوات، كما يتضمن العقد شراكات صناعية طويلة الأمد، ودعماً هندسياً، وتطويراً مشتركاً للتكنولوجيا، بالتعاون مع شركاء إندونيسيين من بينهم شركتا PT Republik Aero Dirgantara وPT Dirgantara Indonesia.
ونفذت المقاتلة KAAN أولى طلعاتها الجوية في 21 فبراير 2024، ومن المقرر أن تدخل خط الإنتاج المتسلسل عام 2028، على أن تبدأ أولى عمليات التسليم إلى سلاح الجو التركي في 2029، بحسب “Defense News”.
وفي سياق موازٍ، أبرم الجانبان خلال معرض IDEF 2025 صفقة لتوريد فرقاطتين من فئة “إستف”، ما يمثل أول عملية تصدير لسفن حربية من فئة MİLGEM إلى إندونيسيا.

وكانت أول فرقاطة من هذا الطراز، TCG إسطنبول، دخلت الخدمة في البحرية التركية في يناير 2024، ويجري حالياً تصنيع وحدات إضافية ضمن برنامج تسليم يمتد حتى أواخر العقد الجاري.
وتُعد صفقة الفرقاطات ثالث مشروع كبير للتعاون البحري بين أنقرة وجاكرتا، بعد مشروع بناء زورقين هجوميّين سريعين بطول 70 متراً، مزوَّدين بصواريخ، يجري تنفيذه حالياً في حوض “سفينه” لبناء السفن (Sefine Shipyard) في تركيا، بواسطة تحالف TAIS التركي، إذ بدأ العمل عليه في أكتوبر 2024، ومن المقرر تجهيز الزورقين بنظام إدارة المعارك من إنتاج شركة هافلسان الدفاعية التركية.
أما المشروع الثاني، فيشمل دمج أنظمة تسليح وإدارة معارك تركية على متن فرقاطات إندونيسيا المستقبلية من فئة Merah Putih، والمبنية على تصميم Arrowhead 140 التابع لشركة بابكوك البريطانية، حيث ستُزوّد هذه السفن برادارات وسونارات من إنتاج شركة أسيلسان المتخصصة في الصناعات الإلكترونية العسكرية، ونظام ADVENT لإدارة المعارك من “هافلسان”، وصواريخ Atmaca المضادة للسفن من شركة روكيتسان للصناعات الصاروخية.