ترجمات – الأمن والدفاع العربي
خلال معرض الدفاع والأمن الدولي DSEI 2025، أعلنت شركة تاليس (Thales) بالتعاون مع الشركة البريطانية Autonomous Devices عن اتفاقية لتطوير حل متكامل ومرن ومعياري للحرب الإلكترونية يعتمد على الطائرات المسيّرة (الدرون)، مخصص لدعم العمليات البحرية والبرية.
وتعتمد تاليس على خبرتها الواسعة في مجال الحرب الإلكترونية لتطوير حمولات قادرة على تنفيذ مهام الدعم الإلكتروني (للكشف والتعرف وتحديد مواقع التهديدات) والضربات الإلكترونية (مثل التشويش على الأنظمة المعادية). أما شركة Autonomous Devices فتتولى تصميم طائرة مسيّرة من الجيل الجديد تتميز بقدرتها العالية على المناورة وبمدى تشغيل طويل.
هذا الحل القائم على الطائرات المسيّرة لا يزال حاليًا في مرحلة الاختبارات الأولية، والتي ستستمر خلال العام الجاري.
ويعد هذا المشروع، الذي سيُطلق عليه اسم EW-UAS (نظام الطائرات غير المأهولة للحرب الإلكترونية)، أحدث مشروع مشترك في سلسلة من التعاونات بين الشركتين.
سيستفيد هذا الحل المتكامل من خبرة تاليس في مجال دمج أنظمة القيادة والسيطرة للحرب الإلكترونية، بالإضافة إلى شهادات الاعتماد اللازمة لتشغيل الطائرات المسيّرة في المجالين الجوي المدني والعسكري.
وقد أكدت النزاعات الأخيرة الأهمية المتزايدة لقدرات الحرب الإلكترونية – سواء الدفاعية أو الهجومية – في مختلف ميادين العمليات العسكرية. وتحتاج القوات المسلحة إلى منصات مرنة وبعيدة المدى وسهلة الاسترجاع وإعادة الاستخدام لنشر أنظمتها الإلكترونية. وسيلبي دمج الطائرة المسيّرة من Autonomous Devices مع حمولة تاليس هذه المتطلبات، ما يوفر حلاً عالي الأداء ومخصصًا لتحديات الحرب الحديثة.
وقالت ماري غايريل، نائب الرئيس المسؤول عن أنشطة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في تاليس: “يُعد الحل القائم على الطائرات المسيّرة للحرب الإلكترونية الذي تطوره تاليس وAutonomous Devices نقلة تقنية نوعية للقوات المسلحة، حيث يوفر قدرة سلبية موثوقة للتصدي للتهديدات الحديثة، مع ضمان الحماية بعيدة المدى للأصول الاستراتيجية.”
وأضاف كين واهرين، الرئيس التنفيذي لشركة Autonomous Devices: “إن دمج هذه التقنيات ضمن حل جاهز للاستخدام يمثل قفزة نوعية في قدرات الحرب الإلكترونية، حيث يقدم ردًا فعالًا على التهديدات المتطورة بسرعة. وتمثل هذه الاتفاقية خطوة هامة نحو تقديم هذه القدرات للمقاتلين في الميدان.”

دور رئيسي لحماية السفن والعمليات البرية
سيؤدي نظام EW-UAS دورًا محوريًا في حماية السفن من التهديدات الجديدة والمتطورة. وبفضل سرعته العالية وقدرته على المناورة ومداه التشغيلي الطويل، يمكن نشر هذه الطائرة المسيّرة بسرعة للكشف عن الصواريخ المضادة للسفن وبدء تنفيذ تدابير إلكترونية مضادة (مثل التشويش الإلكتروني الناعم)، مما يعزز من بقاء السفينة ويقلل الحاجة لاستخدام الذخائر.
كما سيوفر النظام حماية استباقية للأصول العسكرية الحساسة المشاركة في العمليات البرية والبحرية، من خلال تنفيذ مهام تشويش تكميلية لتعطيل قدرات الرادار والرصد والتصويب لدى العدو، وتعزيز الدفاعات الإلكترونية في ساحة المعركة.
ويمكن للطائرة المسيّرة أيضًا أن تُستخدم في مهام الكشف والمراقبة السلبية، لتوسيع نطاق التغطية الاستكشافية والتنبؤ بالتهديدات قبل وقوعها. ويمكنها إعادة التمركز بسرعة لتمكين الحمولة من كشف إشارات رادارات العدو (مثل توجيه الأسلحة، الاستهداف، والرصد)، ثم تنفيذ التشويش أو التلاعب بهذه الإشارات لإنشاء واقع راداري بديل. وتُعد هذه التكتيكات التمويهية فعّالة في تشويش مشغلي الرادارات، وتحويل مسار الصواريخ، وضمان عدم رصد الأصول الحساسة.