في زيارة هي الأولى من نوعها منذ ما يقرب من قرن، أعلنت البحرية الإسبانية أن الغواصة الهجومية الحديثة إسحاق بيرال، إحدى غواصات الجيل الجديد من الفئة S-80، قد رست في قاعدة رأس التين البحرية بمدينة الإسكندرية في السابع من نوفمبر الجاري. وتمثل هذه الزيارة حدثًا رمزيًا لافتًا، إذ تعيد إلى الأذهان زيارة الغواصتين الإسبانيتين C3 و C6 للقاعدة نفسها عام 1934 خلال عهد الملك فؤاد الأول.
وبحسب تقارير صحفية إسبانية، فإن توقف الغواصة إسحاق بيرال في الإسكندرية لا يقتصر على كونه محطة لوجستية فقط، بل يأتي أيضًا في إطار حملة ترويجية تستهدف إظهار قدرات الغواصة للأسطول المصري. ويُنظر إلى هذا التحرك باعتباره جزءًا من مساعٍ أوسع لتعزيز التعاون البحري بين البلدين، في وقت تولي فيه البحرية المصرية اهتمامًا متزايدًا بتحديث أسطول الغواصات لديها.
وتشير التقارير إلى أن مصر تبدي اهتمامًا خاصًا بالغواصات من الفئة S-80 التي تُنتجها شركة “نفانتيا” Navantia الإسبانية المتخصصة في بناء السفن. ويأتي هذا الاهتمام في ظل رغبة القاهرة في إيجاد بدائل لغواصاتها القديمة من فئة “تايب 033″، وهي النسخة الصينية من الغواصات السوفيتية “روميو” Romeo، والتي خدمت لسنوات طويلة في الأسطول المصري.
وتتنافس عدة شركات عالمية على هذا الملف، إذ يُعد عقد تحديث أسطول الغواصات المصري من بين الصفقات البحرية الكبرى في المنطقة، نظرًا إلى موقع مصر الاستراتيجي المتحكم في البحرين المتوسط والأحمر وقناة السويس. ومن شأن اختيار القاهرة لمنظومة الغواصات المقبلة أن يعيد رسم موازين القوة تحت السطح في شرق المتوسط.
وبذلك، تحمل زيارة الغواصة الإسبانية إلى الإسكندرية دلالات تتجاوز الطابع البروتوكولي، لتشكل خطوة ملموسة ضمن سباق دولي متصاعد للفوز بعقود تسليح مؤثرة في بنية القوة البحرية المصرية خلال السنوات المقبلة.
