دعت وزارة الخارجية الأميركية إيران إلى الإفراج فورا عن السفينة التي احتجزتها في الخليج وطاقمها.وقالت الخارجية الأميركية في بيان، نقلته وكالة “رويترز” في 18 تموز/ يوليو ، إن “الولايات المتحدة تدين بشدة المضايقات المستمرة تجاه السفن من قبل القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني وإعاقتها للمرور الآمن في مضيق هرمز وحوله”.
وأضافت الخارجية الأميركية أن “على إيران أن تكف عن هذه الأنشطة غير الشرعية وتفرج عن السفينة والطاقم فورا”. وكانت إيران قد أعلنت عن احتجاز ناقلة نفط أجنبية كانت تقوم بتهريب الوقود في الخليج.
ويأتي ذلك على خلفية تصعيد التوترات في المنطقة إثر حوادث استهداف ناقلات النفط، التي اتهمت واشنطن طهران بالوقوف ورائها.
وكانت إيران قد أعلنت في 18 تموز/ يوليو الجاري، احتجاز “ناقلة نفط أجنبية” وطاقمها لاتهامهما بنقل حمولة “مهربة” من المحروقات في الخليج، وذلك في أعقاب سلسلة حوادث مرتبطة بناقلات نفط في هذه المنطقة التي تشهد توتراً متصاعداً منذ أكثر من شهرين.
وقال الحرس الثوري إنّه تم اعتراض الناقلة في الرابع عشر من تموز/يوليو “جنوب جزيرة لارك” في مضيق هرمز، من دون تقديم تفاصيل حول اسمها أو العلم الذي ترفعه. وأضاف أن السفينة التي احتجزت سلمت للقضاء الذي يدرس حاليا الملف.
ويأتي ذلك بعد يومين على إعلان مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي أنّ بلاده لن تدع احتجاز سفينة إيرانية من قبل السلطات البريطانية قبالة جبل طارق في 4 تموز/يوليو، “يمرّ من دون ردّ، وستردّ على ذلك في الفرصة والمكان المناسبين”.
وقال “سيبا نيوز” الموقع الرسمي للحرس الثوري، إن “الناقلة سعتها مليوني برميل وعلى متنها 12 من افراد الطاقم الأجانب وكانت في طريقها لتسليم وقود مهرب مصدره زوارق إيرانية”.
ولم يتم تحديد اسم الناقلة أو العلم الذي ترفعه. غير أنّ صوراً بثها التلفزيون الإيراني تظهر أنّ الناقلة المحتجزة هي “رياح” التي قالت السلطات الإيرانية الثلاثاء إنّها قدّمت لها المساعدة بعد تعرّضها “لعطل تقني” في الخليج.
-اتهامات متبادلة-
وسبق لموقع تتبع الناقلات “تانكر تراكرز” أن أشار إلى فقدانه أي إشارة عن ناقلة “رياح” منذ دخولها المياه الإيرانية في 14 تموز/يوليو.
وتشهد منطقة الخليج ومضيق هرمز الذي يشكل معبراً لثلث النفط الخام العالمي المنقول بحرا، تصاعداً في التوتر على خلفية مواجهة أميركية إيرانية.
وعززت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجودها العسكري في المنطقة، وبررت ذلك ب”تهديدات” إيران ضدّ مصالحها، دون تقديم توضيحات.
ويجد هذا التوتر أسبابه المباشرة في انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، ووصل إلى ذروته في 20 حزيران/يونيو إثر إسقاط طهران طائرة مسيّرة أميركية.
وأعلن ترامب في وقت لاحق أنّه أوقف في الدقائق الأخيرة ضربات انتقامية ضدّ أهداف في إيران. وتقول طهران إنّ الطائرة دخلت مجالها الجوي، ما تنفيه واشنطن.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف هجمات وعمليات تخريب تعرّضت لها أربع سفن في مضيق هرمز في شهر أيار/مايو، وبالوقوف خلف هجومين آخرين تعرضت لهما سفينتان في بحر عمان.
وتنفي إيران هذه الاتهامات.
-“بقوة”-
وبينما تسعى واشنطن إلى إنشاء تحالف دولي لمواكبة السفن التجارية في الخليج، أكّد قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي خلال زيارة للسعودية الخميس، أنّ الولايات المتحدة ستعمل “بقوة” مع شركائها لتعزيز أمن الملاحة في مياه المنطقة.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية الثلاثاء عزمها على إرسال سفينة حربية ثالثة الى مياه الخليج، لكنها اعتبرت هذه الخطوة “روتينية” ولا علاقة لها بالتوتر الحالي.
واتخذ دونالد ترامب منذ وصوله إلى السلطة موقفاً عدائياً تجاه إيران، واتهمها بسعيها إلى حيازة السلاح النووي، ما تنفيه إيران.
وبعد انسحاب واشنطن من اتفاق 2015، فإنّها أعادت فرض عقوبات اقتصادية ضدّ طهران كان لها اثار سلبية على اقتصادها وأدت إلى خسارتها غالبية مشتري نفطها.
ومنذ أيار/مايو بدأت طهران بالتخلي عن بعض التزاماتها المنصوص عليها بالاتفاق الموقع في فيينا بهدف إجبار شركائها على اتخاذ إجراءات تضمن مصالحها والبقاء في الاتفاق.
وفي السياق، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال محادثة هاتفية الخميس إلى “تكثيف الجهود” التي يبذلها الأوروبيون بهدف إنقاذ الاتفاق النووي.
كما اتفق ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال محادثة هاتفية الخميس على “تعزيز الجهود” لإنقاذ الاتفاق.