رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 25 شباط/ فبراير الجاري، أن الولايات المتحدة تتبع سياسة خارجية “أنانية” تقلل من قيمة الاتفاقيات الدولية لضبط انتشار الأسلحة.
قال لافروف خلال “مؤتمر نزع السلاح” في جنيف إنه من الضروري “وقف تقليل احترام ضبط الأسلحة دوليا”، داعيا واشنطن لاستئناف المحادثات بشأن وقف انتشار الأسلحة النووية ومنع الأسلحة في الفضاء. وأضاف “نرى عودة للاتجاهات المدمرة التي تتسبب بها إعادة إحياء سياسة دولة واحدة أنانية”.
وقال لافروف إن لدى واشنطن “طموحا متزايدا للهيمنة في كل مكان وفرض أحكامها على المجتمع الدولي لإلحاق الضرر بالدول الأخرى”.
وأفاد أن الوقت حان “ليعود الزملاء الأميركيون إلى الحوار الدولي وبين الحكومات” وتجديد اتفاقيات نزع الأسلحة التي “تضمن الاستقرار على هذا الكوكب”.
وتخلّت روسيا والولايات المتحدة — الخصمان على مدى أربعة عقود من الحرب الباردة — عن معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية متوسطة المدى التي أبرمت عام 1987، وتبادلتا التهم بالتسبب بانهيارها.
واعتُبرت الاتفاقية أساسية بالنسبة للأمن العالمي ويثير انهيارها مخاوف من احتمال انطلاق سباق تسلّح جديد.
وتهدد واشنطن كذلك بالانسحاب من معاهدة “نيو ستارت” التي أبرمت سنة 2010 عندما تنقضي مهلتها العام المقبل.
وأفاد لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح تمديد “نيو ستارت” بلا شروط، مضيفا أنه لا يزال بانتظار رد واشنطن على ذلك.
وينظر إلى “نيو ستارت” التي تجبر روسيا والولايات المتحدة على خفض عدد قاذفات الصواريخ إلى النصف ووضع نظام تحقق جديد، على أنها آخر اتفاق رئيسي يبقي ترساناتها إلى ما دون مستواها خلال الحرب الباردة.
وشدد لافروف كذلك على أن هناك حاجة ملحة للتوصل إلى معاهدة جديدة تمنع نشر الأسلحة في الفضاء، بعد جمود استمر لأكثر من عقد في هذا المجال.
وأكد أن موسكو “مقتنعة” بأن الوقت لم يتأخر لمنع اندلاع نزاع في الفضاء ودعا إلى “مفاوضات شاملة” على معاهدة لمنع نشر بعض المعدات العسكرية في الفضاء.
لكن لطالما أصرّت الولايات المتحدة على أنه سيكون من الصعب للغاية التحقق من عمليات نشر الأسلحة في الفضاء، مفضلة لغة تركّز على حظر السلوكيات العدائية.