SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

خاص: لبنان يبيع طائراته العسكرية المتقادمة وللحصول على طائرات تدريب جديدة

أغنس الحلو زعرور

تخطط الحكومة اللبنانية بيع 5 مقاتلات Hawker Hunter قديمة تابعة للقوات الجوية وثلاث مروحيات سيكورسكي من طراز S-61  في محاولة لإعادة إستثمار الموارد الموجودة، بحسب ما أعلنت مصادر حكومية للإعلام.

وقد علم موقع الأمن والدفاع العربي من مصدر رسمي لبناني، رفض التصريح عن اسمه، أن لبنان دخل في مفاوضات مع مجموعة من المزوّدين والمصنّعين للطائرات العسكرية للحصول على طائرات تدريب أولي وعلى رأسها باكستان للحصول على طائرات سوبر موشاك Super Mushshak، إلا أن العقد لم يوقّع بعد بين البلدين.

والجدير بالذكر، أن لبنان يمتلك 7 مقاتلات من طراز هوكر هنتر كانت تقدمة كمساعدة عسكرية من بريطانيا، 5 منها متوقفة عن العمل منذ 1990، و2 أصبحت خارج الخدمة منذ عام 2011. ويحول دون إصلاح هذه الطائرات وإعادتها إلى الخدمة عراقيل عدة، منها فقدان قطع الغيار. كما وأن هذه الطائرات مزوّدة بأسلحة لم تعد عالية الدقة وقابلة للاستخدام في العمليات مقارنة مع الطائرات الموجودة في الخدمة لدى سلاح الجو اللبنانية حالياً، مثل طائرات الهجوم الخفيف التي زوّدها الجيش اللبناني بالذخائر الموجّهة بالليزر من طراز APKWS.

” إنطلاقا من حسن الإدارة والاستثمار الأفضل للمعدات الموجودة، وضع سلاح الجو اللبناني خطة لاستبدال 5 طائرات هوكر هنتر مع قطع الغيار التابعة لها واستبدالها بطائرتي تدريب ابتدائي. هذه الخطوة أتت أيضا ضمن خطة متكاملة لاستبدال طائرات الBulldog، المخصصة للتدريب الإبتدائي، والتي من المتوقع خروجها من الخدمة في السنوات الخمس المقبلة،” قال المصدر لموقع الأمن والدفاع العربي.

إلا أن الجيش اللبناني، سيبقي على طائرتي Hawker Hunter (إحداهما مزودة بمقعدين والثانية مزودة بمقعد واحد) مع بعض قطع الغيار، على أمل تصليحها للمشاركة في العروض الجوية المقبلة.

وقال قائد القوات الجوية الأسبق، العميد الركن المتقاعد، محمود مطر للأمن والدفاع العربي أن الإمكانات المادية الضئيلة للدولة اللبنانية هي السبب الرئيسي وراء بيع هذه الطائرات. معتبرا: ” إن الإمكانيات المادية المحدودة تمنع القوات الجوية اللبنانية من إعادة تأهيل وتشغيل مقاتلات الهوكر هنتر ومروحيات السيكورسكي. على الرغم من توفر الإمكانيات التقنية في إستبدال قطع الغيار وإعادة هذه الطائرات للخدمة وتحديدا للقيام بمهام الهجوم الأرضي.”

ومن المتوقّع أن يتم بيع هذه الطائرات في مزاد علني قبل نهاية العام الجاري 2020، بحسب ما لفت المصدر. أما عن الجهات التي قد تشتري هذه الطائرات فمن المتوقع أن تكون شركات صغيرة أن نوادي خاصة.

في عام 2009، حصل الجيش اللبناني على 3 مروحيات سيكورسكي من طراز S-70 كهبة من مجموعة من الشركات والأفراد للقيام بمهام إطفاء الحرائق. وقد تراجعت قدراتها التشغيلية بسبب الإفتقار إلى الصيانة وغياب قطع الغيار.

” إن إعادة ترميم مروحيات السيكورسكي ستكلّف أكثر من 70% من سعرها الأساسي، وهو رقم مرتفع جدا من الناحية التقنية،” أوضح المصدر. ” إضافة إلى ذلك إرتفعت كلفة ساعة الطيران الواحدة إلى أكثر من 5000 دولار أميركي، وهي كلفة مرتفعة للقيام بمهام إطفاء الحرائق مقارنة مع مروحيات هيوي-2 التي تقوم بإطفاء الحرائق.”

وردا على سؤال الأمن والدفاع العربي إذا سيتخلى الجيش اللبناني عن مهام إطفاء الحرائق بعد بيع السيكورسكي أجاب المصدر، ” القوات الجوية اللبنانية لن تتوقّف عن هذه المهام، بعد بيع الطائرات الخارجة عن الخدمة. تقوم القوات الجوية باستبدال مروحيات هيوي بمروحيات هيوي 2 لهذا السبب، وقد قامت بإعادة ترميم وتجهيز مروحيات AB212 للقيام بهذه المهام.”

وتجدر الإشارة أن سلاح الجو اللبناني قام بإعادة تأهيل أول مروحية من طراز AB 212 كإثبات مفهوم على قدرتها لتأهيل هذا النوع من الطوافات المتوقّفة عن الخدمة منذ 1990، وتعمل اليوم على مشروع مدته 5 سنوات لإعادة أسطول من 5 مروحيات AB212 للخدمة.

ولحظ المصدر أن قرار بيع المقاتلات والمروحيات لا يتعلّق بالوضع الإقتصادي الحالي في لبنان، مؤكدا أن الجيش اللبناني يعمل على هذه الخطة منذ 2018.

ويشهد لبنان أزمة إقتصادية منذ أواخر عام 2019. وقد شهدت عدة مدن لبنانية تظاهرات منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ترافق مع تدهور حاد لقيمة العملة الوطنية وإرتفاع في أسعار السلع.

والجدير بالذكر أن الجيش اللبناني يعتمد بتجهيزه على المساعدات العسكرية للإبقاء على قدراته التشغيلية، وأكّد المصدر أن قرار البيع لن يؤثّر على المساعدات العسكرية.

وفي تغريدة على صفحة القيادة المركزية الأميركية، CENTCOM للجنرال فرانك ماكينزي أكد على دعم الجيش اللبناني، “أدعم أنا استمرار تمويل الجيش اللبناني لأنه … في القيادة المركزية الأميركية ، نحن نعيش في أرض الخيارات فيها أقل من كاملة، وأعتقد أنها توفر أفضل فرصة لتوفير الأمن والسيادة للبنان.”

شارك الخبر: