SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

ما حقيقة وصول طائرات بيراقدار المسيرة التركية إلى السعودية؟

تداولت العديد من وسائل الإعلام أخبارا مفادها وصول طائرات مسيرة تركية إلى السعودية. ولكن هذه الأخبار لم يتم تأكيدها أو نفيها من أي مصدر رسمي حتى الساعة. فإلى ماذا استندت؟

كشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد”، وصول طائرات مسيرة تركية من طراز “بيرقدار”، إلى قاعدة سعودية، وسط استمرار اختبارات ناجحة لضرب أهداف تجريبية، في 13 آذار/ مارس الجاري.

“مجتهد” الشهير بتغريداته حول كواليس الأحداث في المملكة، قال في تغريدة له عبر حسابه على تويتر، إن “الطائرات دون طيار تركية الصنع بيرقدار، وصلت إلى قاعدة الطائف الجوية” داخل المملكة العربية السعودية.

وأضاف أنه “تم البدء بتدريب الطواقم السعودية على تشغيل طائرات “بيرقدار”، وتم اختيار أهداف تجريبية في مأرب، ونجحت نجاحا باهرا.”

وتوقع المغرّد الشهير أن تحدث المسيرات التركية تحولاً كبيرا في الحرب باليمن، وأن يتم استخدامها بشكل واسع خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة.

وأشار إلى أن المراقبين يعتبرون أن هذا هو القرار السليم الوحيد الذي اتخذه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وتأتي تغريدات “مجتهد” بعد أيام من ترويج ناشطين يمنيين لوصول دفعة من طائرات “بيرقدار” التركية المسيرة إلى اليمن، بعد الحديث عن اتفاق تركي- سعودي لمواجهة الحوثي.

وفي سياق متصل، وصف الصحفي راغب صويلو، مراسل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني للشؤون التركية، ادعاءات تقديم تركيا طائرات مسيرة للمملكة العربية السعودية، بأنها أخبار مزيفة، وأن مثل هذا الأمر غير وارد حاليًا.

وأشار صويلو، في تغريدات عبر تويتر، إلى عدم وجود تحسن في الوقت الراهن بالعلاقات التركية-السعودية، وأن زخم الدعاية المناهضة لأنقرة لا يزال مستمرًا في مواقع التواصل الاجتماعي.

وتابع: “تقديم تركيا طائرات مسيرة مسلحة للسعودية في اليمن أمر غير وارد أيضًا، لكن الأخبار المزيفة والمعلومات التي لا تستند إلى مصدر، تجذب اهتمامًا أكثر في البلاد ويستهلكها الناس”.

والأسبوع الماضي، زعم المتحدث العسكري لجماعة “الحوثي”، يحيى سريع، إسقاط طائرة مسيرة تركية الصنع تابعة للقوات السعودية في أجواء محافظة الجوف.

وادعى سريع في تغريدة عبر تويتر أن “الدفاعات الجوية” تمكنت من إسقاط طائرة تجسسية مقاتلة من طراز “كارايل” تركية الصنع تابعة لسلاح الجوي السعودية.

وقال إن الطائرة كانت تقوم “بمهام عدائية” في أجواء منطقة المرازيق في محافظة الجوف عصر اليوم الأحد. وتابع: “تمت عملية الاستهداف بصاروخ مناسب لم يكشف عنه بعد”، على حد زعمه.

ولم يصدر عن السلطات السعودية، أي تعليق حول تأكيد أو نفي مشاركة طائرات “بيرقدار” في الحرب باليمن.

وفي سياق متصل، تناول تقرير في الموقع الإلكتروني لقناة “تي آر تي عربي” التركية الحكومية فرص التعاون بين تركيا والمملكة العربية السعودية لحل الأزمة في اليمن، مؤكدًا أن تركيا تعتبر حليفاً موثوقاً به، وتتمتع بمصداقية عالية.

وقال الموقع في تقريره إن التكنولوجيا العسكرية التركية أثبتت فاعليتها في الحروب، “مما يضع بلداً يتعرّض للتهديد كالمملكة العربية السعودية، أمام فرصة التفكير جدياً في توثيق علاقته مع تركيا”.

وجاء في التقرير أنه منذ مجيء إدارة الرئيس جو بايدن وكما هو متوقع رفعت جماعة الحوثي المدعومة إيرانياً هجماتها ضد مواقع في عمق المملكة العربية السعودية. يحمل هذا التصعيد رسائل عديدة أولها متعلق بإيران التي تريد أن تستخدم هذا التصعيد كورقة ضغط على إدارة بايدن من أجل العودة إلى المفاوضات النووية ورفع العقوبات.

واعتبر التقرير أن واحداً من أفضل الخيارات التي يجب أن تفكر بها السعودية جديداً لتغيير موازين القوى على الأرض هي اللجوء إلى تركيا وتعزيز العلاقة معها على المستويات كافة خصوصاً العسكرية والأمنية. وذلك لاعتبارات أولها أن كلا البلدين لديه مصلحة مشتركة بإنهاء الحرب. فتركيا تريد أن يتوقف نزيف الدم اليمني ومعاناة الشعب اليمني الذي قارب الدخول إلى مجاعة شاملة. أما السعودية فلديها مصلحة في التوصل إلى نهاية تحفظ لها ماء الوجه لحرب طالت أكثر من 5 سنوات استنزفتها بشكل كبير معنوياً وعسكرياً ومادياً.

وأضاف أنه على الصعيد اللوجستي، لتركيا وجود بمنطقة الخليج وتحديداً في قاعدة طارق بن زياد على الأراضي القطرية ضمن اتفاقية الدفاع المشترك بين قطر وتركيا. هذا يمنح تركيا حرية التحرك على الأرض لدعم القوات السعودية لصد الهجمات عليها من قبل الحوثيين بشكل استباقي وذلك باستخدام التكنولوجيا التركية فيما يتعلق بالطائرات من دون طيار من طراز بيرقدار على سبيل المثال.

فقد أثبتت هذه الطائرات فاعليتها بشكل مذهل في العديد من العمليات العسكرية الحساسة. فاستخدمها الجيش التركي شمال العراق بمعاركه ضد تنظيم “بي كا كا” الإرهابي، كما كان لها كلمة الفصل بمعارك العاصمة طرابلس إذ استطاعت قوات الحكومة الليبية الشرعية أن توقف تقدم قوات حفتر بل وتقلب الطاولة عليهم لتنتقل من مجرد الدفاع عن العاصمة إلى الهجوم ومطاردة فلول مليشياته المتقهقرة. كما أثبتت أيضاً جدارتها في معارك الجيش التركي شمال سوريا ضد قوات الأسد التي حاولت اقتحام مدينة إدلب قبل عامين.

شارك الخبر: