أغنس الحلو زعرور
في سابقة من نوعها، تخوض القوات الجوية اللبنانية مضمار السياحة عبر تسيير رحلات سياحية على متن مروحيات Robinson R44 Raven لكل من يرغب في رؤية المواقع السياحية والتاريخية من الجو. وهذه الخطوة هي حجر الأساس الذي من الممكن أن تحوّل الجيش اللبناني إلى جيش منتج- بقدر موارده المتاحة- على غرار بعض جيوش العالم مثل الجيش المصري مما سيسمح للقوات الجوية تحويل هذه الموارد لصيانة الطائرات العسكرية وتطوير قواعدها الجوية.
ورغم الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تمرّ بها البلاد، ستشكّل هذه المبادرة بارقة أمل تسمح باستقبال الصيف وبدعم المؤسسة العسكرية اللبنانية التي بقيت حتى الساعة صامدة رغم تهاوي كافة القطاعات في البلد.
وبهذه الخطوة، يفتتح الجيش اللبناني آخر معاركه اللاتقليدية، وعلى غرار مواجهاته العسكرية. تواجه اليوم القوات المسلحة الظروف الإقتصادية المتدهورة في البلاد، عبر معركة من نوع آخر، تقوم على تنشيط السياحة خاصة وأنه يعتبر نفسه مسؤولا عن الأمن الداخلي والأمن القومي والسياحة هي جزء من الاقتصاد وبالتالي هذه وسيلة لحماية الأمن الداخلي عبر هذه المبادرة.
وبعد مؤتمر الدعم الدولي للبنان الذي استضافته فرنسا، والذي سيسمح بدعم الجيش اللبناني من أبرز دول العالم، تأتي مبادرة القوات الجوية اللبنانية بقيادة العميد الركن زياد هيكل الذي قلّدته السفيرة في لبنان آن غريو ميدالية الاستحقاق الوطني الفرنسية في نيسان الماضي.
وكانت غوريو قد توجّهت لهيكل قائلةً، “المكانة التي تمكنت من منحها لسلاح الجو اللبناني في العمليات، ساهمت بشكل حاسم بإعطاء الجيش اللبناني مكانة مهمة بين القوات العسكرية حيث تتحد المكونات البرية والجوية والبحرية مع القوة. والقوات الجوية التي ترأستها لمدة أربع سنوات، مدينة لك بتحديثها. أود أن أقول حتى التحول الاستراتيجي: في عام 2007 ، تقرر منح مروحيات هيوي ، ثم في عام 2013 سوبر بوما ، بقدرات الضربات الجوية. بتفس المنطق ، عملت كقائد للقوات الجوية للحصول على طائرات ذات الأجنحة الثابتة ، سوبر توكانو، ثم Cessna Combat Caravan وسوبر بوما. رغم كل الصعاب، وخاصة قيود الميزانية ، يتم إنشاء جيشٍ قادر على مواجهة التحديات التشغيلية الصعبة في الوقت الحالي.”
ستكون الرحلات بمرحلتها الأولى على مسارين، أولهما ينطلق من رياق ويمر فوق نيحا وزحلة وثانيهما ينطلق من عمشيت ويمر فوق جبيل وحالات. على أن تليها مرحلة ثانية تسيّر فيها مسارين جديدين، الأول ينطلق من بيت الدين والثانية بشرّي. ويخصّص لهذه الرحلات طاقم متخصّص من طيارين وفنيين، وبحيث لا ينقص سلاح الجو اللبناني أي مهارات خاصة بعد أن كان أول سلاح جو في العالم استخدم ذخائر موجّهة بالليزر على طائرات هجوم خفيف وهي Super Tucano.
وتجدر الإشارة إلى أن سلاح الجو يمتلك 6 مروحيات من طراز R44 من إنتاج شركة Robinson Helicopter وهي مخصّصة للتدريب ستقوم اليوم بالمهمتين في الوقت عينه، مهمة تدريب الطيارين والمهمة السياحية التي ستناط بها. ويمكن لكل طلعة جوية أن تضمّ 3 أشخاص وسعرها منخفض جداً نسبة لهكذا مشاريع في دول أخرى.
وفي سياق متصّل، وضمن مساعيه لأفضل إدارة للموارد المتاحة، ينظّم الجيش اللبناني أول مزايدة علنية في تاريخه لبيع طائرات حربية خارجة عن الخدمة في 12 تموز/ يوليو الجاري وهي 5 مقاتلات Hawker Hunter و3 مروحيات سيكورسكي S71 . وقد أبدت العديد من الشركات إهتمامها بهذه الطائرات وخاصة الهوكر هنتر، على أن يتعاقد سلاح الجو على طائرات Air TRACTOR لإطفاء الحرائق وCessna أو Cirrus للتدريب بثمن الطائرات التي ستدخل المزايدة.
وقام الجيش اللبناني بوضع كافة تفاصيل الرحلات المتاحة، والحجز على موقعه الرسمي على الرابط التالي:
https://lebarmy.page.link/sgRc
بانتظار ما ستؤول إليه المزايدة العلنية وكل مشاريع شهر تموز الناشط لدى القوات الجوية اللبنانية… تبقى “لبنان…. من فوق” أول خطوة في مشوار الألف ميل ليتحوّل الجيش اللبناني إلى جيش منتِج، فماذا في جعبة جيش اكتسب ثقة المجتمع الدولي في حين خسرتها حكومته، للأيام المقبلة؟