SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

هل ستستهدف العقوبات صناعة الطائرات المسيرة في إيران؟

فيما جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وعيده بأن إيران “لن تفلت من العقاب” بعد حوادث استهداف ناقلتي النفط في خليج العرب وبحر عمان، إحداها تم بطائرات مسيرة، تسعى إيران للتحصن بتوثيق علاقاتها بدول الشرق، مع استمرارها في التباهي بما تمتلكه من ترسانة الطائرات المسيرة، خاصة طراز “كيان”، بحسب ما نقلت سكاي نيوز عربية في 11 آب/ أغسطس الجاري.

وتوقع مراقب دولي سابق بالأمم المتحدة في حديث لـ”سكاي نيوز عربية” أن تشمل سيناريوهات العقاب الجديدة فرض عقوبات على صناعة الطائرات المسيرة في إيران، ضمن عقوبات أخرى.

وفي جلسة افتراضية لمجلس الأمن الدولي، الاثنين، قال بلينكن إن التفجيرات التي تورطت فيها إيران واستهدفت ناقلة نفط في بحر العرب قبالة سلطنة عمان تعد ضمن “سلسلة هجمات وسلوك استفزازي آخر”، وإنه: “على كل دولنا محاسبة هؤلاء المسؤولين.. وعدم القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى تأجيج شعورهم بالإفلات من العقاب ويشجع الآخرين الذين يميلون إلى تجاهل النظام البحري”.

 كما أكد وزير الخارجية الأميركي على ثقته بأن “إيران هي المسؤولة عن الهجوم الأخير غير المبرر على سفينة ميرسر ستريت”.

ولفتت ممثلة عن الأمم المتحدة، إلى أن هناك “زيادة في عدد الهجمات التي تستهدف الملاحة البحرية”، مضيفةً: “على جميع الدول تسوية خلافاتها بشأن الأمن البحري”.

وكانت القيادة المركزية في الجيش الأميركي، نشرت، الجمعة، مجموعة صور قالت إنها تظهر أن إيران صنعت طائرة مسيرة “انتحارية: على غرار “الكاميكاز”، واستخدمتها في الهجوم الذي اتهمت بتنفيذه ضد ناقلة النفط “ميرسر ستريت”، التي تديرها إسرائيل، قبالة سواحل عمان، نهاية الشهر الماضي.

وقالت القيادة المركزية، في بيان، إن فريق التحقيق المتخصص بالمتفجرات العامل على متن حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس رونالد ريغان” حلل حطام الطائرة المسيرة التي استهدفت الناقلة، وتوصل إلى أنها “تقريبا مطابقة لنماذج سابقة من طائرات إيران الهجومية المسيرة أحادية الاتجاه”.

في المقابل، رفضت سفيرة ومساعدة ممثلية إيران في الأمم المتحدة، زهراء أرشادي، في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن الاتهامات الأميركية، معتبرة أنها “تكرار لمزاعم مفبركة”، و”لا توجد أي وثيقة قابلة للتأكيد لإثباتها”.

وفي حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، يشرح المراقب الدولي الساق لدى الأمم المتحدة، كمال الزغول، أن “تجديد وزير الخارجية الأميركي اتهامه لإيران بالوقوف وراء الهجوم على السفينة، يعزز موقف إسرائيل لدى الأمم المتحدة وفي أوروبا؛ إذ إن هذا التصريح الذي سبقه اتهام مماثل من القيادة المركزية بالجيش الأميركي، سوف يضغط على إيران للقبول بشروط الاتفاق النووي الجديد، وإلا فإن الضغوطات ستتوالى على طهران، على خلفية تعطل الملاحة البحرية الدولية بسبب الحادث الأخير”.

ويلفت المراقب الدولي السابق إلى أن واشنطن توظف ضرب السفينة لجهة تشكيل محور ضغط دولي ضد إيران، مما سيجبر الأخيرة على التحاور، كون الممر البحري يهم جميع الدول الوازنة، وإلا فإن إيران قد تتعرض إلى عقوبات على صناعة الطائرات المسيرة الإيرانية.

وفي تقدير الزغول فإن “الخطة البديلة للاتفاق النووي هي عقوبات موسعة تشمل كيانات إيرانية كبرى مع زيادة التصعيد في حرب الخطوط الخلفية بين إيران وإسرائيل وزيادة العمل الاستخباري الذي يستخدم وسائل حديثة في الوصول إلى الأهداف وخاصة منصات الصواريخ والطاقة المشغلة لمنشآت نووية”.

وفرضت الولايات المتحدة، الثلاثاء عقوبات على كيانات سورية ولبنانية وعراقية بتهمة خرقها حظر أسلحة الدمار الشامل، وشملت ميليشيا “حزب الله” في لبنان، وعصائب أهل الحق وكتائب “حزب الله” في العراق، والسوريين أيمن الصباغ ووائل عيسى.

ويردف الزغول: “في حال لم تذهب إيران للتهدئة والتعاون حول الاتفاق النووي فإنها سوف تخسر كل ما حققته في جولات مفاوضات فيينا الست السابقة سياسيا ودبلوماسيا”.

ومن جانبها، تسعى طهران للتحصن بعلاقات أقوى مع الدول الشرقية؛ واحتفت وسائل إعلامها في اليومين الماضيين ببرقيات التهنئة الواردة من رئيسة جورجيا، سالومي زورابيشفيلي، ووزير خارجية اليابان موتيجي توشيميتسو، ورئيسة اليونان كاترينا ساكلارا بولو بتولي الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، والتي تبدي الرغبة في التعاون مع حكومته الجديدة.

كما صرح عضو لجنة الشؤون الداخلية والمجالس البرلمانية الإيرانية محمد حسن آصفري بأن “الحكومة الجديدة تستطيع التغلب على المشاكل الاقتصادية بالتركيز على الطاقات الذاتية والعلاقات مع بلدان الجوار والشرق لاسيما الصين”، وفق ما نقلته عنه وكالة أنباء فارس الإيرانية.

وأشارت الوكالة إلى أن المسؤولين الصينيين أبدوا استعداد بلادهم لتطوير البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

التفاخر بترسانة الطائرات المسيرة

وفي حين أن الاتهامات الأميركية ركزت على أن طهران استخدمت طائرات مسيرة لاستهداف ناقلة النفط في بحر العرب، احتفت طهران بامتلاكها الطائرات المسيرة التي أسمتها “كيان1” و”كيان2″، معتبرة أنها “من الإنجازات المهمة في قطاع الصناعات الدفاعية البلاد”، بحسب تقرير لوكالة أنباء فارس.

وأضافت في شرح قدراتها أنها “مزودة بنظام يستقبل موجات رادارية معادية، وتستطيع اصطياد واستهداف مراكز التنصت والحرب الإلكترونية للعدو”، و” تعتبر عمليات الاعتراض والاستطلاع والإسناد الجوي رفيع المستوى من بين مهام “كيان”.

ووصفت إيران نفسها بأنها “باتت القوة الإقليمية الكبرى التي تمتلك ترسانة مسيرات”.

شارك الخبر: