SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

حرب الجسور والمسيرات البحرية.. ما هي قدرة ترسانة روسيا وأوكرانيا؟

وجه تفجير جسر كيرتش الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، الأنظار مجدداً، إلى القدرات العسكرية للمسيرات البحرية أو القوارب المفخخة. ووفق خبراء عسكريين، فإن استخدام أسلوب القوارب غير المأهولة كأسلحة يعود إلى زمن اليونان القديمة قبل أن تدخل في الحربين العالميتين الأولى والثانية بحسب ما نقلت سكاي نيوز عربية في 20 تموز/يوليو 2023.

وللمرة الثانية خلال 10 أشهر ضرب تفجيران مختلفان الجسر، الذي يعد رمزاً على سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم منذ 2014، ما أدى إلى إعاقة حركة المرور وتقيّيد الخدمات اللوجستية الروسية على الخطوط الأمامية في جنوب أوكرانيا، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.

ووفق موقع “روسيا اليوم” فإن الهجوم على جسر القرم كان عملية خاصة نفذتها البحرية الأوكرانية بالتعاون مع جهاز الأمن الأوكراني، واستخدم فيها درونات مائية مفخخة.

ما هي المسيرات البحرية؟

قوارب ذاتية القيادة تسعى لاقتنائها الجيوش بهدف تحويلها لسلاح فعال بميادين القتال البحرية.

تمتلك هذه الأنظمة مميزات تجعلها تتصدَّر بجدارة مستقبل الصناعات العسكرية البحرية في السنوات المقبلة.

قادرة على تنفيذ مهام متعددة في الوقت نفسه.

تتمتع بتكلفة منخفضة لتشغيلها مقارنة بالأنظمة البشرية.

من المنتظر أن تغيّر شكل النزاعات البحرية التقليدية التي كانت فيها الغلبة سابقاً تدنو من صاحب أكبر البوارج وحاملات الطائرات.

وتقول صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن الجانبين الروسي والأوكراني عززا ترساناتهم العسكرية بهذا النوع من المسيرات الانتحارية أو القوارب العادية التي تنفذ مهامها وتعود لقواعدها.

وحسب الصحيفة الفرنسية، فإن استخدام أوكرانيا المتزامن لمسيرات بحرية وجوية بدقة بالغة في ضرب أهداف روسية حساسة دليلاً على تمكن الأوكرانيين من التعامل مع هذا النوع من السلاح.

أبرز المسيرات الروسية

وتزايد اهتمام الجيش الروسي منذ أوائل العقد الحالي بإنتاج عدة أنواع من الغواصات المسيرة المخصصة للأغراض العسكرية، وبينها:

“كلافشين – تو بي”، و يبلغ طولها 7 أمتار، ووزنها الصافي نحو 4 أطنان، وتعمل على عمق مابين 2 و6 كيلومترات، ومزودة بمستشعرات ما يمكنها من رسم خرائط دقيقة لقاع البحر والمساعدة بعمليات البحث والإنقاذ خلال المعارك.

الطوربيد النووي “بوسايدون”.. يبلغ مداه 10 آلاف كيلومتر، وسرعته 200 كيلومتر في الساعة، وله رأس متفجر تصل زنته إلى 2 ميغاطن، ويستطيع إحداث صدمة انفجارية تتسبب في هزات أرضية تنتج موجات تسونامي كبيرة.

الغواصة المسيرة “سيفالوبود”.. تحمل طوربيدات من عيار 324 ملم.

تصّمم موسكو مسيّرات مصغّرة باسم “نيربا”، لعمليات مكافحة الضفادع البشرية، وتتسلح بمدفع رشاش من نوع “أيه بي أس” قابل للعمل تحت سطح الماء أو بشحنات متفجرة.

ماذا عن القوارب الأوكرانية؟

دخلت الزوارق الانتحارية الأوكرانية المفخخة بالقنابل، والتي تظهر فجأة لتصطدم بقطع أسطول البحر الأسود الروسي، في معادلة الحرب منذ بدايتها، وفقاً لصحيفة “فايننشيال تايمز” الأميركية.

خلال تفجير جسر كيرتش اتهمت روسيا الجيش الأوكراني باستخدام المسيرة البريطانية “ريموس 600 “، وأٌطلقت من سفينة مدنية في البحر الأسود، حيث حوالي 70 ساعة، وفق تقارير روسية.

رغم تدمير موسكو آخر سفينة حربية للبحرية الأوكرانية في ميناء أوديسا في 31 مايو الماضي، والتي تسمى “يوري أوليفيرينكو” تستخدم كييف القوارب الصغيرة والمسيرة لتنفيذ عمليات في بحر آزوف.

منذ عام 2015 اهتمت كييف بتطوير صواريخ “نبتون” البحرية، كما لديها قوات متواضعة قبالة أوديسا، تشمل سفينة البحث والإنقاذ “دونباس” وزورق السحب “كوريتس”، وزوارق المدفعية “كريمينتشوغ” و”لوبني”، وقارب الإنزال الهجومي “كينتافر”، والقارب الصاروخي “بريلوكي”، بحسب موقع “كورفيت شورز”.

ويقول الخبير العسكري الروسي أليكسي أنبيلوغوف، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الزوارق والمسيرات البحرية تعتبر في الحرب الروسية الأوكرانية، سلاحاً فتاكاً استخدمه الجانبين في شن عدة عمليات، مضيفا أنها تكنولوجيا ذكية سجلت عبرها أوكرانيا “نجاحات عملياتية محدودة عبر استغلال “نقاط الضعف في روسيا”، مثل تفجير جسر القرم.

وأضاف أن سفن البحرية الأوكرانية إما أغرقت أو أعطبت وعاجزة عن القتال، مشيراً إلى أن “البحرية الأوكرانية تحولت إلى قوات نهرية، حيث لم يتبق لديها سوى عدد قليل من الزوارق المفخخة”.

وتابع أن: “المركبات التي لا تعتمد على قيادة البشر ترفع الإحراج عن الجيوش، خصوصاً مع تقليل خطر فقدان الأفراد، وهو ما يتيح للقوات وضع خطط هجوم خطيرة للغاية، الأمر الذي لم يكن متاحاً في وقت سابق عبر الوسائل التقليدية”.

ولفت إلى أن الحرب الأوكرانية-الروسية قدمت شكلاً آخر من الحروب عبر الأسلحة المستخدمة، حيث اعتمدت على منصات جوية وبرية وبحرية مسيّرة رخيصة الثمن، قادرة على لعب أدوار محورية في ساحات المعارك التقليدية”.

القوارب المفخخة المستخدمة في تفجيرات جسر القرم كانت جزءاً من حزمة المساعدات العسكرية الأميركية التي أعلن عنها البنتاغون في أبريل قبل الماضي لدعم أوكرانيا.

واشنطن تسعى لرقمنة المياه باستخدام القوارب المسيرة والخرائط الذكية والأقمار الصناعية وشاشات المراقبة التفاعلية وهي المسؤولة عن إمداد أوكرانيا بالمعلومات الاستخباراتية لضرب أهداف استراتيجية روسية

أسطول المُسيّرات البحرية جزءاً لا يتجزأ من مشروع “رقمنة البحار” والذي يهدف إلى دمج الأنظمة المُسيّرة بـالذكاء الاصطناعي.

شارك الخبر: