وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب في غزة وتسبّبها في صراع إقليمي، ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية أن قوة الرد السريع التابعة للبحرية الأميركية تحركت باتجاه شرق البحر المتوسط.
ونقلت الشبكة الإخبارية الأميركية عن مسؤولين أميركيين قولهما إن الوحدة الاستكشافية الـ26 لمشاة البحرية، على متن السفينة الهجومية “يو إس إس باتان”، كانت تعمل في مياه الشرق الأوسط خلال الأسابيع الأخيرة، لكنها بدأت في شقّ طريقها نحو قناة السويس أواخر الأسبوع الماضي، وإن السفينة موجودة حاليا في البحر الأحمر، ومن المتوقع أن تمر إلى شرق البحر الأبيض المتوسط قريبا.
وفق تقارير عسكرية، تم توصيف الوحدة الاستكشافية البحرية الـ26 كوحدة قادرة على تنفيذ العمليات الخاصة، وهي تتمتع بتاريخ من الإنجازات المميزة في البحرية الأميركية، ومن أبرز قدراتها:
• الاستجابة السريعة.
• قادرة على القيام بمهام متخصصة والعمل مع قوات العمليات الخاصة الأخرى.
• تنفذ مهام إدخال الدوريات الخاصة وإخراجها وعمليات الاعتراض البحري، إضافة إلى عمليات إجلاء المدنيين.
• تضم أكثر من ألفين من مشاة البحرية المدربين تدريبا عاليا وقوات النخبة.
• تُقسّم إلى كتيبة من المشاة، وجناح جوي لنقلها، وفئة تقدم الدعم اللوجيستي المدمج، بدءا من أنظمة تنقية المياه حتى الشاحنات التكتيكية الكبيرة وعربات “هامفي” السريعة.
أبرز العمليات التي شاركت فيها الوحدة
طُوِّر برنامج هذه الوحدة العسكرية كوحدة قادرة على العمليات الخاصة في الأصل عام 1985، حيث أصبحت إحدى أكثر الوحدات نيلا للأوسمة في الجيش الأميركي، وحصلت على عدة جوائز بعد مشاركتها في حروب كوسوفو وأفغانستان والعراق، والتحالف الدولي ضد داعش.
• شاركت عام 1991 في عملية “درع الصحراء” من خلال تقديم استعراض للقوة في البحر الأبيض المتوسط ردا على غزو العراق للكويت.
• في عام 1997، ساعدت في إجلاء المواطنين الأميركيين والأجانب من ألبانيا، كجزء من عملية “سيلفر ويك”.
• أرسلت عام 1999 إلى تركيا ضمن عملية “أفيد ريسبونس”، حيث قدمت المساعدة الإنسانية بعد زلزال أودى بحياة ما يصل إلى 18 ألف شخص.
• كانت أولى القوات الأميركية التي دخلت إلى أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
• شاركت في الغزو الأميركي للعراق في 2003، وأوصلت قوات المارينز مباشرة إلى ساحة المعركة بالموصل.
• من أغسطس 2014 حتى يناير 2015، شاركت في دعم القوات الدولية الخاصة للاستجابة للأزمات في إفريقيا، كما شاركت في مناورات وتدريبات مختلفة في جميع أنحاء أوروبا.
• في عام 2017، نشرت في جزر العذراء الأميركية في فلوريدا لدعم جهود الإغاثة في أعقاب إعصار إيرما وماريا، كما دعمت في عام 2019، أعمال الإغاثة في جزر البهاما.
ما هي قدرات السفينة “يو إس إس باتان”؟
من المقرر أن تُبحر الوحدة الـ26 لمشاة البحرية على متن السفينة الهجومية “يو إس إس باتان”، التي تعمل في مياه الشرق الأوسط، وهي تعرف بأنها سفينة برمائية هجومية، يمكنها حمل طائرات ثابتة الجناحين وطائرة حوامة، بالإضافة إلى معدات الإنزال.
ومن ضمن قدراتها ومهامها:
• تمكين وحدات المارينز الاستطلاعية من الاستجابة بسرعة لأكثر البيئات الأمنية تعقيدا.
• توسيع نطاق الخيارات المتاحة للقائد المقاتل فيما يتعلّق بالحملات والاستجابة للأزمات من خلال توفير قدرة سريعة ومتعددة المجالات ومباشرة.
• تستطيع حمل أكثر من 20 طائرة مروحية وثابتة الأجنحة، بما في ذلك مقاتلات “إف-35” التي تقلع رأسيا، وطائرات “إم في-22 أوسبري” ذات الحركة المائلة، فضلا عن طائرات هجومية من طراز “هاريير إي في 8 بي”، بالإضافة إلى العديد من سفن الإنزال البرمائية.
• توفر المرونة والقدرة البحرية للأسطول الخامس الأميركي.
• يبلغ وزنها 40 ألف طن وطولها نحو 245 مترا، وهي نسخة أصغر حجما من حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية.
• تعمل بالدفع التقليدي وتضم أنظمة دفاع صاروخي ذات قدرات عالية ورادارات المراقبة وفريقا يتكوّن من أكثر من 1200 بحار.
• توجد على ظهر الحاملة منشأة متكاملة للأغراض الطبية وإجراء العمليات الجراحية، إلى جانب مساحة لنقل قرابة ألفين من مشاة البحرية.
دورها المتوقع في حرب غزة
يقول الخبير العسكري الأميركي، بيتر أليكس، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن تلك الوحدة مخصصة للتدخل السريع والانتشار العسكري البحري، وقد تكون مهمتها إجلاء المدنيين من لبنان وإسرائيل أو قد تصبح جزءا من عمليات البحث عن الرهائن الأميركيين ممّن بيد حماس في قطاع غزة وتحديد أماكنهم وإنقاذهم، مشيرا إلى أن ذلك سيتم بالتنسيق مع القوات الخاصة الإسرائيلية.
وأضاف أليكس: “يتم استخدامها أيضا في تحييد التهديدات البحرية التي تطال سفن الشحن في المياه الدولية، مثل مضيق هرمز وباب المندب، للحفاظ على إبقاء ممرات الشحن الرئيسية مفتوحة والمساهمة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
واختتم حديثه قائلا: “هذه الوحدة هي نخبة من قوات العمليات الخاصة في البحرية الأميركية، وقوات مشاة الجيش الأميركي التي تعمل على المستوى الدولي، انطلاقا من فورت ليبرتي في ولاية كارولينا الشمالية، ومن ضمن مهامها تأمين المطارات خلال إجلاء الأميركيين بالطائرات العسكرية والتجارية الخاصة وحماية نقاط التمركز لنقلهم، فضلا عن تأمين القواعد الساحلية إذا تعذّر الإجلاء الجوي لخطورته، وتوفير دعم طبي للحالات الطارئة”.