SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

لتعزيز الأمن البحري.. تونس تدخل اثنين من الزوارق الدورية الأميركية من فئة “Island” إلى الخدمة

نظمت البحرية التونسية، الخميس الماضي، مراسم إدخال زورقين دورية أميركيين من فئة “آيلاند” (Island) بطول 110 أقدام (34 مترًا) إلى الخدمة في القاعدة البحرية في حلق الوادي، قرب العاصمة تونس. وتم نقل هذين الزورقين مؤخرًا من قبل الولايات المتحدة كجزء من التزام أميركي أوسع بدعم الأمن البحري لتونس والاستقرار الإقليمي. وجرت المراسم خلال زيارة الميناء التي قامت بها السفينة الأمريكية “يو إس إس ماونت ويتني” (LCC 20)، السفينة القيادية للأسطول السادس الأميركي، في إشارة إلى قوة التعاون البحري الطويل الأمد بين البلدين.

ويُمثل نقل زورقي الدورية من فئة “آيلاند” علامة بارزة في العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة وتونس. فقد كانت هذه السفن سابقًا جزءًا من أسطول خفر السواحل الأميركي، وتم تجديدها وتحديثها قبل تسليمها إلى تونس. ويُعد إدخالها في الخدمة ضمن البحرية التونسية خطوة مهمة لتعزيز القدرات البحرية الوطنية. يبلغ طول كل زورق 34 مترًا، ويعمل بمحركي ديزل، ويمكنه الوصول إلى سرعة 29.5 عقدة، ويملك مدى يتجاوز 3,000 ميل بحري. كما أنه مزود بمدفع آلي من عيار 25 ملم طراز Mk 38، ورشاشين من عيار 0.50، إلى جانب أنظمة رادار وملاحة متطورة. وستُمكن هذه القدرات تونس من تعزيز دورياتها البحرية، وضبط الحدود، ومكافحة التهريب، وتنفيذ مهام البحث والإنقاذ بفعالية أكبر.

ولا يُعد هذا النقل خطوة معزولة، بل يأتي ضمن سلسلة مستمرة من المساعدات العسكرية الأميركية لتونس. فطوال السنوات الماضية، وفّرت الولايات المتحدة معدات وتدريبًا ودعمًا لوجستيًا بهدف تقوية قدرات القوات المسلحة التونسية وتمكينها من مواجهة التهديدات التقليدية وغير التقليدية. وتكتسب هذه المساهمات أهمية خاصة بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لتونس على البحر الأبيض المتوسط وقربها من مناطق نزاع في شمال إفريقيا. ومن المتوقع أن تلعب زوارق “آيلاند” دورًا محوريًا في استراتيجية تونس البحرية، خصوصًا في مجال مكافحة التهريب، وحماية المناطق الاقتصادية الخالصة، وتعزيز عمليات المراقبة الساحلية.

وأشاد الفريق البحري جاي. تي. أندرسون، قائد الأسطول السادس الأميركي، بهذه الخطوة، واعتبرها دليلًا على نمو التعاون بين القوات البحرية الأميركية والتونسية. وأكد أن الشراكات البحرية القوية أساسية لتحقيق الأمن الإقليمي، وأن الولايات المتحدة ستواصل دعم جهود تونس في تحديث دفاعاتها.

ويحمل توقيت هذه المراسم رمزية خاصة، حيث يتزامن مع الذكرى الـ220 لمعركة درنة عام 1805، التي هزم فيها الجيش الأميركي، بدعم من تونس، “تهديدات بحرية كانت تُهدد التجارة في المتوسط”.

وأشار السفير الأميركي لدى تونس، جوي هود، إلى الأهمية التاريخية والراهنة للعلاقات الثنائية، مؤكدًا أن إدخال الزورقين في الخدمة يُجسد الرؤية المشتركة بين البلدين من أجل بيئة بحرية مستقرة وآمنة، لا لتونس فقط، بل للمنطقة المتوسطية بأكملها.

ويُجسد دخول زوارق الدورية من فئة “آيلاند” إلى الخدمة في البحرية التونسية جهود البلاد المتواصلة لتحديث قواتها البحرية، كما يُبرز الدعم الأميركي المتواصل لقطاع الدفاع التونسي. وتُعزز هذه الشراكة قدرة تونس على مواجهة التهديدات البحرية المتزايدة، والمساهمة في حفظ الأمن والاستقرار في البحر الأبيض المتوسط.

شارك الخبر: