SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

مراقبة الفضاء أولوية في اجتماع الوكالة الأوروبية المختصة

ByAgnes Helou

نوفمبر 26, 2019 #مراقبة الفضاء
قمر إصطناعي (صورة أرشيفية)قمر إصطناعي (صورة أرشيفية)

بين آلاف القطع من الحطام الفضائي واقتراب آليات فضولية من بعض الأقمار الاصطناعية واطلاق مجموعات عدة من هذه الاخيرة، تحولت مراقبة الفضاء إلى قضية كبرى للدول من أجل حماية مصالحها الاقتصادية والعسكرية.

أدرجت هذه القضية على برنامج المؤتمر الوزاري لوكالة الفضاء الأوروبية الذي يعقد الأربعاء والخميس في اشبيلية. وهي تقع في صلب استراتيجية الدفاع الفضائي التي قدمتها فرنسا في تموز/يوليو الماضي.

وتقول وكالة الفضاء الأوروبية إن حوالى 8950 قمرا اصطناعيا بينها 2100 ناشط حاليا، وضعت في المدار منذ 1957.

من جهته، أحصى الجيش الأميركي حوالى 23 ألف قطعة يزيد قطرها عن عشرة سنتيمترات تدور حول الأرض بسرعة تتجاوز 20 ألف كيلومتر في الساعة. وبهذه السرعة، أي اصطدام يمكن أن يدمر القمر الاصطناعي ويؤدي إلى انتشار مزيد من قطع الحطام.

وقطع الحطام مصدرها خصوصا صواريخ ونجمت عن حادثين هما تدمير الصين لأحد أقمارها الاصطناعية بصاروخ العام 2007 واصطدام بين قمر اصطناعي روسي وقمر اتصالات العام 2009.

والمشكلة تتفاقم. فعمليات الإطلاق ستتزايد لوضع مجموعات من الأقمار اصطناعية في المدار هدفها زيادة سرعة الانترنت.

وستضم مجموعة “وانويب” 648 قمرا، ومجموعة “كويبر” التي يملكها الملياردير الأميركي جيف بيزوس 3236 قمرا.

أما مجموعة “سبايس-اكس” التي أسسها إيلون ماسك  فقط أطلقت منذ أيار/مايو 120 قمرا من مجموعتها “ستارلينك” التي يمكن أن يصل عدد اقمارها إلى 42 ألفا.

وكاد أحد أقمار “ستارلينك” يتسبب باصطدام ما أجبر وكالة الفضاء الأوروبية على تغيير مسار قمرها الاصطناعي “ايولوس” لتجنب الكارثة.

وقالت وزارة الجيوش الفرنسية في تقرير حول استراتيجية الدفاع الفضائية إن معرفة الوضع في الفضاء “من الشروط المسبقة للاستثمار التجاري (…) وإجراء عمليات عسكرية”.

وأضافت فلورانس بارلي في تموز/يوليو عند عرض هذه الاستراتيجية “من التجسس على الأقمار الاصطناعية إلى التشويش عليها، وسائل الإزعاج أو شل الحركة أو تدمير القدرات الفضائية المعادية موجودة وتتطور”.

– مراقبة من الفضاء –

في العام 2017، حاول القمر الاصطناعي التجسسي الروسي “لوش اولامب” الاقتراب من القمر الاصطناعي العسكري الفرنسي الإيطالي “أثينا-فيدوس”. وقال مسؤول كبير  في سلاح الجو الفرنسي “منذ ذلك الحين يواصل التنقل من قمر إلى آخر”.

تضاف إلى ذلك الأقمار الاصطناعية “الانتحارية” مثل الروسي “كوسموس 2499” الذي يمكنه المناورة لصدم قمر اصطناعي آخر، أو آليات مزودة بذراع للالتصاق بقمر آخر، مثل الصيني “شيان-7”.

وقال رئيس قيادة الفضاء الجنرال ميشال فريدلينغ إن فرنسا “واحدة من الأمم النادرة التي تمتلك قدراتها الخاصة للمراقبة”.

ولدى فرنسا رادارات “غراف” و”ساتام” لمراقبة المدارات المنخفضة (يقل ارتفاعها عن ألفي كيلومتر حيث الجزء الأساسي من قطع الحطام)، وثلاثة تلسكوبات “تارو” الآلية للمركز الوطني للأبحاث العملية وسبعة تلسكوبات “جيوتراكر” لمجموعة “أريان غروب” للمدار الثابت (36 ألف كيلومتر).

وقال الجنرال فريدلينغ أمام النواب في شباط/فبراير إنه على الرغم من تقديم الولايات المتحدة بيانات “ما زال فهم الوضع الفضائي (…) جزئيا وغير كاف”، داعيا إلى تعزيز التعاون الأوروبي.

من جهته، قال مارتان روبيار مدير المبيعات الحكومية للانظمة الفضائية في مجموعة “ايرباص” إن الصناعيين يدرسون من جهتهم مشاريع “لمراقبة الفضاء من الفضاء وهو أمر نعمل عليه بجد”.

وتقوم المجموعة الأوروبية بتغيير مشروعها “سبيستاغ” التي صممت في الأساس كمزود للقمار الاصطناعية، لتحويلها غلى منصة للمراقبة الفضائية للأقمار الثابتة في المدار.

أما مجموعتا “تاليس ألينيا سبايس” وشريكتها “تيليسباسيو” فقد استثمرتا في الشركة الكندية “نورث-ستار” التي تنوي إطلاق أربعين قمرا اصطناعيا “قادرة على مراقبة كل المدارات”، على حد قول بينوا هانكار مدير العلاقات بين المؤسسات في “تاليس ألينيا سبايس”. وسيتم إطلاق أول هذه الأقمار في 2021.

وصرح عسكري متخصص بقطاع الفضاء “من خلال حركة الأشياء في الفضاء، نريد رصد تلك التي تقوم بسلوك غير طبيعي”. وأضاف “لكن إذا وضع الأميركيون أجهزة تنصت على واحد من مئات الاقمار الاصطناعية في مجموعة ما، فليس هناك وسيلة لمعرفة ذلك”.

شارك الخبر: