قال تقرير لمؤسسة “جيمس تاون” المعنية بتحليل السياسات الاستراتيجية للدول، إن أذربيجان نشرت صواريخ “تايغر T-300” التي حصلت عليها من تركيا في إقليم ناختشفان، وهو ما سيغير المعادلة العسكرية مع أرمينيا العدو اللدود لأذربيجان، في 20 أيار/ مايو الجاري.
وصواريخ TR-300 عيار 300 مم بعيدة المدى، من إنتاج شركة روكيتسان التركية، وتستعمل لضرب الأهداف البعيدة والعميقة. وتطلق هذه الصواريخ من منظومة المدافع الصاروحية T-122/300 المتعددة السبطانات ومتعددة الأغراض أو من منصات الصواريخ المتعددة السبطانات.
وتعتبر هذه الصواريخ من أهم الصواريخ المدفعية المستخدمة لضرب الأهداف الحرجة وبقدرة قتالية عالية جدا، وذلك بسبب رأسها الحربي الفتّاك والمؤثر بصورة فعالة لدائرة نصف قطرها 70 متر وبمدى يزيد عن 120 كم.
وذكر التقرير أن هذه الصواريخ صممت للقضاء على مجموعة واسعة من الأهداف الحرجة، بما في ذلك حشود القوات البرية، والمرافق ذات الأهمية العالية، والقيادة والسيطرة ومواقع الرادار، وكذلك المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي.
وأضاف أن معظم الاشتباكات الأذربيجانية الأرمنية تدور حول إقليم كاراباخ. ومع ذلك، فإن نشر هذه الصواريخ في إقليم ناختشفان يوفر لمخططي الدفاع الأذربيجاني بعض الفرص القيمة للتغلب على منافسهم الإقليمي، علاوة على أن التشكيل القتالي الجديد له علاقات وثيقة مع الجيش الميداني التركي الثالث المطل على حدود القوقاز.
وأوضح أنه من الناحية العسكرية أصبح إقليم ناخشيفان قادرا على القيام بخط هجوم ثانٍ بالإضافة إلى خط التماس حول كاراباخ والذي لديه القدرة على تجاوز القوات الأرمينية في حرب متعددة الجبهات.
وأردف أن هذا الهجوم على القوات الأرمينية يمكن أن يتحقق بطريقتين: الأولى هجوم كاسح للجيش الأذربيجاني على عاصمة أرمينيا، يريفان، في محاولة لتشتيت التشكيلات الأرمينية. أو قد يقطع خطوط الاتصال الحاسمة بين أرمينيا والقوات الأرمينية في كاراباخ.
وأشار التقرير إلى أنه حتى عام 2016، اعتبرت مثل هذه السيناريوهات غير محتملة إلى حد ما، ولكن بعد الاشتباكات الخطيرة في نيسان/ أبريل 2016، والمعروفة باسم حرب الأيام الأربعة، أثبتت القوات الأذربيجانية أن قدراتها المكتسبة حديثًا يمكن أن تقدم هجومًا أكثر فاعلية بكثير مقارنة بما أثبتته في التسعينيات.
وبالتوازي مع السيناريوهات المذكورة أعلاه، يتوقع أن تغير القوة النارية الثقيلة التي تتمتع بها الصواريخ التركية قواعد اللعبة فيما يتعلق بربط القوات الأذربيجانية الأرمينية على طول جبهة ناخشيفان، إذ تعلق القوات العسكرية الأذربيجانية المتاحة أهمية قصوى على قدرات الضربات العميقة التي تقدمها.
وأوضح أن الصواريخ التركية تتفوق على الترسانات الغربية من نفس النوع، ويمكن استعمالها إما لمهاجمة ضواحي العاصمة الأرمينية أو في مفهوم محسوب للعمليات لضرب الطريق السريع الاستراتيجي لأرمينيا على طول المحور بين الشمال والجنوب، وتعطيل طرقها اللوجستية.
ويلفت التقرير إلى أن العلاقات الدفاعية الثنائية بين أنقرة وباكو ارتقت إلى مستوى جديد على مدى العقد الماضي، وأصبحت تحالفًا عسكريًا حقيقيًا، وذلك بفضل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية والدعم المتبادل (ASPMS) لعام 2010 التي تنص على التنسيق العسكري بينهما في وقت السلم، والتزام الطرفين بالتعاون ضد أي عدوان يواجهه أي من البلدين.
ويقول التقرير إنه منذ توقيع الاتفاقية أجريت التدريبات المشتركة بين الجيشين على هذا الأساس، وبدءا من عام 2019، أجرى البلدان تمرينان رئيسيان مشتركان مع مكونات الحرب البرية الواضحة، وكانت هذه التدريبات تشبه بشكل واضح نظام المعركة الأذربيجاني خلال حرب الأيام الأربعة في أبريل 2016.
وخلص التقرير إلى إن “تركيا وأذربيجان تمكنتا من تعزيز فكرة “دولتان، دولة واحدة” وتجاوز ما وراء الخطابة فقط، وأن ونشر وحدات وصواريخ تايغر TRR-300 الثقيلة من طراز MLGS مقاس 300 ملم في ناخشيفان يلوح في الأفق كظاهرة أخرى لتحالفهم العسكري الذي كان قد حرك باكو بالفعل إلى في اشتباكات ربيع 2016″.