SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

أجرت البحرية الملكية المغربية ونظيرتها الإسبانية تدريبات عسكرية مشتركة من نوع “PASSEX” بالقرب من السواحل الإيبيرية، بمشاركة الفرقاطة “طارق ابن زياد” عن الجانب المغربي والفرقاطة “مينديز نونيز” عن الجانب الإسباني، حسب ما أفاد به موقع “ديفينسا” الإسباني المتخصص في الأخبار العسكرية وبحسب ما نقلت وكالة أنباء هسبريس في 24 أيلول/سبتمبر 2023.

وأشار المصدر عينه إلى أن هذا التمرين العسكري هو “تمرين مخطط له بين البحرية الملكية المغربية وحلف شمال الأطلسي”، بالنظر إلى كون الفرقاطة “مينديز نونيز” مدمجة حاليا في وحدة فرقة العمل البحرية المشتركة ذات الجاهزية العالية جدا التابعة لحلف “الناتو”، وتحديدا في ما يسمى “التجمع البحري الدائم لحلف شمال الأطلسي”، أو “المجموعة البحرية الدائمة للناتو SNMG2”.

ولفت الموقع العسكري الإسباني ذاته إلى أن الفرقاطة المغربية “طارق ابن زياد” متعددة المهام التي يبلغ طولها 105 أمتار وعرضها 13 مترا، مع القدرة على حمل 2600 طن و110 أشخاص، وطورتها شركة “دامن شيلديه” الهولندية لفائدة القوات البحرية الملكية، تشكل إلى جانب سفن أخرى العمود الفقري لهذه الأخيرة، مشيرا إلى امتلاك الجيش المغربي سفنا قتالية أكثر قوة على غرار الفرقاطة “محمد السادس”، وهو ما يجعل البحرية المغربية واحدة من أكثر البحريات حداثة على مستوى القارة الإفريقية، مع قابلية هذه القطع البحرية للتشغيل البيني مع قوات أخرى.

في هذا الصدد قال محمد عصام العروسي، مدير مركز منظورات للدراسات الجيو-سياسية والإستراتيجية، إن “هذه المناورات تشكل وجها من أوجه التعاون الوثيق بين الرباط وشريكها الإسباني، هذا الأخير الذي أصبح يؤمن بالتنسيق الأمني والعسكري في القضايا ذات الاهتمام المشترك، على غرار قضايا الهجرة والإرهاب ومحاربة التطرف؛ كمدخل مهم لتعزيز علاقات الجوار والتفاهم مع المغرب”.

وأضاف العروسي أن “هذا التمرين العسكري هو استكمال لهذه الرؤية الأمنية والتصور التعاوني الذي تبلور بشكل جلي مع حكومة بيدرو سانشيز”، مشيرا إلى أن “مدريد باتت مدركة أن المغرب ليس مجرد جار وإنما شريك إستراتيجي وأساسي يعزز المصالح المشتركة بين البلدين، وباتت مدركة أيضا أن لديه تحالفات قارة وثابتة، وبالتالي فهي تحاول الاستفادة من هذا التوجه الذي سار فيه إن على المستوى الأمني أو السياسي أو حتى الاقتصادي”.

ولفت المتحدث عينه الانتباه إلى أن “التعاون متعدد الأبعاد من خلال المغرب وإسبانيا وحلف الناتو يعكس ارتباط الرباط بالرؤية الغربية، خاصة في ظل تنسيق حلف شمال الأطلسي مع المملكة المغربية في العديد من المجالات، على غرار تأمين الفضاء المتوسطي”، مسجلا أن “هذه التدريبات البحرية تعزز منسوب التعاون بين المغرب وإسبانيا من جهة وبين الرباط ومنظومة الناتو من جهة أخرى، على اعتبار أن المملكة تعد شريكا وحليفا إستراتيجيا مهما من خارج حلف الناتو”.

وخلص إلى أن “تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع المنظومة الغربية، سواء من خلال حلف الناتو أو من خلال بعض أعضائه، على غرار إسبانيا، يتطابق مع التوجه الأمني والعسكري المغربي، على أساس علاقات الجوار والحوار المتوسطي وتأمين الفضاء المتوسطي الذي تؤكد معه الرباط أنها ليست دركي المنطقة، وإنما هي شريك حقيقي يحتاج هو الآخر إلى تأمين حدوده البحرية أمام التحديات الكبرى المرتبطة بتنامي موجات الهجرة غير النظامية والجريمة العابرة للحدود”.

شارك الخبر: