SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

استعداد الناتو لتبني أول عقيدة مضادة للطائرات المسيرة

يستعد حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتبني عقيدة دفاع مضاد للطائرات المسيرة للمرة الأولى في تاريخه، توصي الدول الأعضاء بتبني مقاربات متعددة المستويات للدفاع ضد الأنظمة الجوية غير المأهولة وتدريب مشغلي هذه الأنظمة بحسب ما نقلت الشرق للأخبار.

ونقل موقع “c4isrnet” المتخصص في الشؤون العسكرية عن المستشار بإدارة التحديات الأمنية الناشئة التابعة للحلف، كلوديو باليستيني، قوله إن الحلف يعمل منذ فترة على صياغة عقيدة دفاع مضاد للمركبات الجوية غير المأهولة، موضحاً أن “التكليف الرسمي بصياغة الوثيقة الخاصة بهذا الشأن صدر مطلع العام الجاري، ومن المنتظر أن تجري صياغتها على أساس دليل صدر عام 2019 ركز على وضع مبادئ استرشادية بشأن مكافحة الطائرات المسيرة بكفاءة”.

وقال باليستيني إنه على الرغم من أن محتوى كل من وثيقة عقيدة الدفاع المضاد للأنظمة الجوية غير المأهولة ودليل المبادئ الاسترشادية، وكلاهما لم يُتح للنشر بعد، سيكونان متشابهين بشكل عام، إلا أن الاختلاف بينهما يكمن في الطابع الرسمي ومستوى التركيز، موضحاً أن دليل المبادئ الاسترشادية المؤلف من 600 صفحة يعتبر وثيقة أولية، أما وثيقة عقيدة الدفاع المضاد للأنظمة الجوية غير المأهولة والمؤلفة من نحو 80 صفحة، سيكون لها طابع أكثر إلزامية بالنسبة لدول الحلف.

وفي حين لا تزال المبادئ المنتظر أن تتضمنها وثيقة عقيدة الدفاع المضاد للأنظمة الجوية غير المأهولة، يكتنفها بعض الغموض، فإن أحد أهدافها العامة هو تقديم المشورة للدول الأعضاء بشأن أفضل الطرق لتخطيط وتنفيذ عمليات مكافحة الطائرات المسيرة في بيئات عملياتية مختلفة، وستتضمن توصيات بشأن نقل قدرات مكافحة الأنظمة الجوية غير المأهولة إلى المستوى العملياتي، وأهمية الحلول متعددة النطاقات والطبقات، ووضع معايير موحدة لتدريب مشغلي الأنظمة المضادة للطائرات المسيرة.

وأشار باليستيني إلى أنه من المقرر إحالة وثيقة عقيدة الدفاع المضاد للأنظمة الجوية غير المأهولة إلى اللجنة المسؤولة عن تطوير المعايير العملياتية العسكرية للتصديق عليها، متوقعاً تبني الوثيقة رسمياً بمجرد إدخال التعديلات المطلوبة عليها قبل نهاية العام الجاري.

ولفت إلى أن تطوير عقيدة الدفاع المضاد للأنظمة الجوية غير المأهولة بدأ قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، موضحاً أن “ما أدت إليه الحرب الروسية الأوكرانية هو تغير مسار تطور التهديدات التي تفرضها الطائرات المسيرة، والبيئة العملياتية التي يمكن أن تلعب فيها القدرات المضادة للأنظمة الجوية غير المأهولة دوراً في الحروب الحديثة”.

ورغم أن حلف “الناتو” أدرك منذ فترة بعيدة نسبياً فوائد الطائرات المسيرة، إلا أن دول الحلف لم تبدأ تحركات جدية لبناء ترساناتها الخاصة من الطائرات المسيرة والقدرات المضادة لها إلا منذ وقت قريب، وتضمنت مبادرات سابقة في إطار “الناتو” تشكيل مجموعة عمل بشأن مكافحة الأنظمة الجوية غير المأهولة عام 2019، وعدد من الدراسات وضعتها المجموعة الصناعية الاستشارية للحلف بشأن أوجه القصور في بعض الأنظمة المضادة للطائرات المسيرة، كما تضمنت إجراء تجارب لاختبار بعض التقنيات.

وليس من الواضح بعد ما إذا كانت العقيدة تسمح بتطوير قدرات مضادة للأنظمة الجوية غير المأهولة يملكها ويشغّلها الحلف، مثل الطائرة المسيرة “RQ-4D” التي تنتجها شركة “Northrop Grumman” والمتاح لجميع دول الحلف الاستفادة من قدراتها، ولكن في حال سمحت الوثيقة بتطوير مثل هذه القدرات، فسيتولى الحلف تغطية نفقات الاستحواذ والصيانة المطلوبة.

شارك الخبر: