أعلنت ألمانيا والمملكة المتحدة عن تقدم في خطط تطوير دبابة القتال الرئيسية للجيش البريطاني “تشالنجر 3” مع بدء أول اختبار في الأسابيع المقبلة، ما يجعلها قادرة على مواجهة أي تهديدات محتملة بحسب ما نقلت الشرق للأخبار.
ونشر المشروع الألماني البريطاني المشترك “راينميتال بي أيه إي سيستمز لاند” (RBSL) صوراً لنموذج أولي لدبابة القتال “تشالنجر 3″، بعد الانتهاء من بناء المركبة الجديدة في منشأة الإنتاج بتيلفورد في بريطانيا.
وتمّ تزويد الدبابة بمدفع “L55A1” جديد عيار 120 ملم من إنتاج شركة “راينميتال”، مما يتيح استخدام الذخيرة الأكثر تقدماً المتاحة، وفقاً لشركة “RBSL” التي ترعى المشروع.
وقال نيك بيرتشيم، نائب مدير مشروع “تشالنجر 3”: “صُمِّمَت الدبابة الجديدة مع مراعاة سلامة الطاقم والفعالية التشغيلية والراحة في داخلها، ومع نصائح المستخدمين في كل مرحلة، أنا متأكد من أنها ستثبت أنها إضافة قوية إلى مخزون الجيش البريطاني”.
وتقرّر إجراء نحو 18 شهراً من التجارب، مقسمة بين مواقع في المملكة المتحدة وألمانيا، قبل مراجعة مؤهلات الأنظمة في العام المقبل، وفقاً لموقع “Breaking defense”.
أقوى دبابة في الناتو
وقال روري برين، مدير التخطيط والأعمال المستقبلية في المشروع الألماني البريطاني المشترك المعروف اختصارا بـ RBSL، إن برنامج “تشالنجر 3” سيقدم أفضل دبابة في حلف شمال الأطلسي.
وأضاف أن البرنامج سينتج عنه دبابة قتال رئيسية رقمية ممكّنة شبكياً، ما يوفر للجندي قدرة تغيير تدريجية، ويضمن الردع حتى تاريخ انتهاء الخدمة المقرر عام 2040.
وأشار برين، إلى أن النموذج الأولي الأول سيبدأ التجارب في الأسابيع المقبلة، مؤكداً أن الغرض الرئيسي من التجربة، المقرر أن تكون غير مأهولة، هو السماح بالتأكد من أن النظام آمن لتجارب الطاقم اللاحقة.
بدوره قال العقيد ويل وو، المسؤول الأول لبرنامج الدروع بالجيش البريطاني: “يمثل تسليم أول دبابة تشالنجر 3 علامة فارقة مهمة في الرحلة نحو تطوير قدرات دبابة القتال الرئيسية الحديثة للجيش، وستكون تشالنجر 3 في قلب فرق الألوية المدرعة القتالية بالجيش، جنباً إلى جنب مع أجاكس وبوكسر”.
وأوضح أن الأحداث في أوكرانيا أبرزت الحاجة إلى قدرات قتالية ذات مصداقية. وتعد فرق الألوية المدرعة القتالية التابعة للجيش، والتي تتمركز في مركزها تشالنجر 3، أساسية لمساهمة المملكة المتحدة في قوة الردع التابعة لحلف شمال الأطلسي.
عناصر جديدة
قال برين، إن النموذج الأولي سيُصَمَّم عبر أخذ هيكل مكشوف من “تشالنجر 2″، واستبدال حوالي 50% من الوحدات القابلة للاستبدال، لافتاً إلى أن كل شيء مرتبط بدبابة “تشالنجر 3” تقرر أن يكون جديداً تماماً، باستثناء حلقة البرج.
وأشار إلى أن هناك عناصر جديدة مدمجة في النموذج الأولي ومن المقرر دمجها في 148 دبابة إنتاج تسلسلي، كجزء من برنامج “تشالنجر 3” الأوسع بقيمة 800 مليون جنيه إسترليني (مليار دولار)، بما في ذلك مدفع أملس عيار 120 ملم من “راينميتال”، وبرج رقمي، ومشاهد للاستهداف ليلاً ونهاراً، ومدفع رافائيل، ونظام الحماية النشط، ونظام الدروع المعياري.
وتشمل التحسينات، ترقية قدرات التنقل أيضاً عبر إدخال الجيل الثالث من نظام التعليق بالغاز المائي ومحرك أكثر قوة.
وقال برين إن تطوير “تشالنجر 3” يُظهر التقدم في “المثلث الحديدي” للحماية والقوة النارية والتنقل.
وأضاف أن شراكة RBSL يمكنها تصنيع مركبات جديدة من الصفر، إذا طلبت وزارة الدفاع البريطانية ذلك، ولكن تم التعاقد حالياً على ترقية مركبات “تشالنجر 2”.
وأثبتت قابلية الخدمة والاستعداد التشغيلي لأسطول “تشالنجر 2” التابع للجيش البريطاني أنها مثيرة للجدل في الدوائر السياسية بالمملكة المتحدة، وأكثر أهمية من أي وقت مضى في أعقاب التزام لندن بتوريد دبابات القتال الرئيسية لأوكرانيا في عام 2023.
ونفى روبرت ماكجوان، رئيس أركان الدفاع البريطاني، أن يكون قرار لندن بالتبرع بـ14 من المركبات القديمة لكييف أدى إلى خفض “الأصول التشغيلية” لتلك الدبابات التابعة للندن بحوالي الثلث.
وأوضح الجيش البريطاني حينها، أن الدبابات “التي يتم إدخالها في عملية ترقية “تشالنجر 2” تُسْتَخْدَم بشكل نشط بواسطة القوات البرية.
وتمت الموافقة على التصميم النهائي للدبابة “تشالنجر 3” في أعقاب الانتهاء من مرحلة مراجعة التصميم في فبراير الماضي.
وأشار برين إلى أن نجاح تجارب الأداء، ومراجعة التصميم، واستخدام الذخيرة الجديدة المضادة للدبابات ومسارات الاختبار والتحقق لنظام الحماية النشط Trophy، يؤكد أن كل شيء “يمضي بنجاح”.