SdArabia

موقع متخصص في كافة المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية، يغطي نشاطات القوات الجوية والبرية والبحرية

منظومة الردع النووي البريطانية Trident D5 تحرج بريطانيا أثناء اختبارها

أعلن وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، أن فشل اختبار الصاروخ النووي غير المسلح Trident II D5، والذي سقط في المحيط الأطلسي بعد وقت قصير من إطلاقه، يرجع إلى حدوث “خلل”، دون أن يقدّم مزيداً من التوضيح بحسب ما نقل موقع الشرق للأخبار في 23 شباط/فبراير 2024.

وتعد هذه المرة الثانية على التوالي التي تفشل فيها البحرية البريطانية في اختبار هذا الصاروخ، وفق موقع “Breaking Defense”.

وذكرت صحيفة “The Sun” البريطانية، الاثنين، أن فشل الاختبار للمرة الثانية يرجع إلى عدم اشتعال معززات صواريخ المرحلة الأولى، مشيرة إلى أنه كان من المفترض أن يحلق الصاروخ لمسافة 6 آلاف كيلومتر قبل أن يسقط في البحر بين البرازيل وغرب إفريقيا، لكنه تحطم في المحيط الأطلسي، على بُعد مسافة قريبة من غواصة الصواريخ الباليستية التي تعمل بالطاقة النووية SSBN من طراز HMS Vanguard، بعد الخلل الذي أصابه.

وفي المقابل، نفت وزارة الدفاع البريطانية، صحة ما ورد في تقرير “The Sun”، دون أن تكشف الأسباب وراء فشل الاختبار، موضحة أنها لن تعلّق على تفاصيل التحقيقات المرتبطة بفشل الاختبار للمرة الثانية.

وأكدت أن فشل اختبار الصاروخ يُعد “مصدر قلق” لكل من البحرية الملكية، ومنظمة الدفاع النووية البريطانية.

وتُنشر صواريخ Trident II D5، التي يصل مداها إلى 4 آلاف ميل بحري (7400 كيلومتر تقريباً) على متن غواصات تابعة للبحرية الأميركية من طراز Ohio-class التي تصنعها شركة “لوكهيد مارتن Lockheed Martin”.

وتواجد وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس وقائد البحرية بن كي على متن الغواصة HMS Vanguard في وقت فشل اختبار صاروخ Trident، حيث سعى الأول إلى التقليل من أهمية أي تأثير لذلك على مصداقية الردع النووي للمملكة المتحدة.

وقال شابس أمام البرلمان البريطاني، الأربعاء، إن “الخلل كان محدداً بحدث معين. ولا توجد أي آثار على موثوقية أنظمة ومخزونات الصواريخ الأوسع نطاقاً”، مؤكداً أن قدرة بلاده على إطلاق الأسلحة النووية في زمن الحرب “لا شك فيها”، معتبراً أن Trident يظل نظام الأسلحة “الأكثر موثوقية في العالم”.

ولا تعلّق بريطانيا عادة على أنشطة الغواصات النووية، لكن وزير دفاعها قال إن “مستوى الاهتمام بهذه المناسبة يدعو إلى نشر أكبر قدر ممكن من المعلومات، مع حماية الأمن القومي”.

وأوضح أن الحكومة البريطانية لديها “ثقة مطلقة في أن قوة الردع التي تمتلكها البلاد لا تزال فعالة وهائلة ويمكن الاعتماد عليها”.

وأضاف شابس أنه لهذا السبب تُواصل بريطانيا الاستثمار في الجيل القادم من غواصات الصواريخ الباليستية من طراز Dreadnought Class، فضلاً عن إطالة عمر صاروخ Trident واستبدال الرأس الحربي.

ويأتي الخلل الأخير بعد تجديد غواصة HMS Vanguard التي استغرقت بريطانيا أكثر من 7 سنوات، أي 3 سنوات أطول من المتوقع، كما شهدت هذه العملية تضخماً في التكاليف إلى نحو 631 مليون دولار.

وتُدير بريطانيا 4 غواصات ذات صواريخ باليستية من طراز Vanguard، والتي تحافظ على الردع البحري المستمر للمملكة المتحدة.

وتقرر استبدال الأسطول بغواصات Dreadnought جديدة في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي، والتي ستكون قادرة على حمل 12 صاروخاً من طراز Trident، و4 طوربيدات متوسطة المدى من طراز Spearfish ثقيلة الوزن.

ويعمل برنامج استبدال الرؤوس الحربية لصاروخ Trident في المملكة المتحدة بالتوازي مع جهود الرؤوس الحربية الأميركية W93/Mk7.

ويعتبر Trident II D5 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات ثلاثي المراحل، إذ يعمل بالوقود الصلب ويُطلق من الغواصات، ويُنشر من قِبَل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على غواصات الصواريخ النووية من طراز Ohio، وVanguard.

فيما ذكر موقع “Missile Threat” التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن صاروخ Trident D5 خضع للعديد من برامج التحسينات، وكان الغرض منه زيادة النطاق بشكل ملحوظ مقارنة بالجيل الأول من Trident I C4.

وجرى اختبار أنظمة تحديد المواقع الأكثر دقة على صواريخ Trident منذ عام 1993، كما تم النظر في إصدار مخترق للأرض عام 1994، لمهاجمة المنشآت الموجودة تحت السطح.

ويصل مدى Trident D5 إلى 7 آلاف و400 كيلومتر، وبحمولة تصل إلى 2800 كيلوجرام، كما يستخدم نظام ملاحة بالقصور الذاتي مدمج مع نظام مرجعي نجمي يوفر دقة تصل إلى 90 متراً CEP، ويبلغ طوله 13.42 متر، وقطره 2.11 متر، ويزن 59 كيلوجراماً عند الإطلاق.

وسلطت مراجعة الوضع النووي لعام 2018 الضوء على الحاجة إلى صاروخ Trident جديد منخفض العائد، وذلك بهدف ردع استخدام الخصم لأسلحة نووية مماثلة منخفضة العائد.

وخصص الكونجرس الأميركي 65 مليون دولار في السنة المالية 2019، و10 ملايين دولار في السنة المالية 2020، لتمويل الرأس الحربي الجديد، والذي تم تسميته بـ”W76-2″.

وفي عام 1994، بدأت المملكة المتحدة تجهيز Trident D5 على متن غواصاتها الصاروخية الأربع من طراز Vanguard. 

ويمكن لكل غواصة أن تحمل 16 صاروخاً، وهي مجهزة برؤوس حربية بريطانية، يُعتقد أنها مشابهة للرؤوس الحربية الأميركية W76.

شارك الخبر: