لا تحتاج إلى خط رؤية مباشر.. وتستخدم أجهزة استشعار كهروضوئية نحو أهدافها
بينما يستمر تبادل القصف والعمليات العسكرية بين إسرائيل، و”حزب الله” في لبنان، أظهر مقطع فيديو، جرى تداوله مؤخراً، فئة جديدة من الصواريخ المضادة للدبابات في حوزة “الجماعة”، بحسب مجلة “Military watch” وبحسب ما نقل موقع الشرق في 31 كانون الثاني/يناير 2024.
وتشبه عملية انطلاق الصاروخ إلى حد كبير نفس آليات عمل صاروخ Spike الإسرائيلي، وهو نظام شقيق لصاروخ Javelin الأميركي، الذي اكتسب مؤخراً شهرة دولية كبيرة لنجاحاته في القتال بأوكرانيا.
ويُعرف عن فئة الصواريخ التي استخدمها “حزب الله” حتى الآن، أنها مشابهة لمكونات وتقنيات نظامي Javelin، وSpike، حيث يجمعان بين استخدام الرؤوس الحربية المشحونة الترادفية، مع القدرة على الاشتباك مع الدروع العليا للأهداف، لتعظيم قدرتها على هزيمة دروع المركبات.
ولا تحتاج الصواريخ بشكل خاص إلى خط رؤية مباشر، وتستخدم أجهزة استشعار كهروضوئية للوصول إلى أهدافها.
وكان يُعتقد سابقًا أن نظام HJ-12 الصيني، هو النظام الوحيد المضاد للدروع الذي يستخدمه خصوم الولايات المتحدة، بالرغم من أن أحدث اللقطات تشير إلى أن “حزب الله” قد حصل على أصول مماثلة على الأرجح من إيران، أو كوريا الشمالية، اللتين كانتا من كبار موردي المعدات لعقود من الزمن.
ويحتمل أن يكون المقصود من عرض نظام الأسلحة الجديد، هو استعراض القوة، مع استمرار تزايد الدعوات في إسرائيل، لتصعيد المجهود الحربي ضد لبنان.
كما يُعتقد أن نظام صواريخ الماس الإيراني المضاد للدبابات، الذي تم تطويره في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ويتمتع بقدرات مماثلة لصواريخ Spike، استفاد في تطويره من دراسة تلك الأنظمة التي اغتنمها “حزب الله” من القوات الإسرائيلية خلال حرب 2006.
واستخدم حزب الله، خلال الحرب مع إسرائيل حينها، صواريخ Cornet الروسية المضادة للدبابات، والتي أثبتت فعاليتها العالية ضد دبابات Merkava IV.
ويعد حزب الله اللبناني الجهة غير الحكومية، الأكثر تسليحاً في العالم، لامتلاكه مخزوناً كبيراً ومتنوعاً من صواريخ المدفعية غير الموجهة، فضلاً عن الصواريخ الباليستية والصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للدبابات والسفن، ويتلقى باستمرار بعضاً من المعدات الأكثر تقدماً التي يتم إنتاجها في إيران.
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “CSIS”، إنه ينظر إلى ترسانة “حزب الله” من الصواريخ والقذائف باعتبارها “الرادع الأساسي ضد العمل العسكري الإسرائيلي”.
وأجرى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، حصراً لترسانة حزب الله الصاروخية والتي شملت صواريخ هجوم بري، وأخرى مضادة للسفن والدبابات.
ويشير موقع “حزب الله” على الخطوط الأمامية، وعملياته القتالية المكثفة في كل من سوريا، وعلى الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، إلى أن وحداته ليست في المتوسط أكثر خبرة من القوات الإيرانية فحسب، بل أيضاً أفضل تجهيزاً.
وأفادت التقارير بأن “حزب الله” يستخدم الصاروخ الكوري Bulsae-3، المعادل لصاروخ Cornet الروسي، وهو أقوى الأصول المضادة للدبابات قبل ظهور النظام الصاروخي الجديد مؤخراً.
وعزز “حزب الله” قدرته على تهديد القوات الإسرائيلية، من خلال الاعتماد على شبكة واسعة من الأنفاق والمخابئ الممتدة عبر جنوب لبنان، والقادرة على إيواء وحدات المدفعية المتنقلة من بين الأصول الأخرى بأمان من الضربات الجوية الإسرائيلية.
ويتوقع أن تكون الجماعة اللبنانية قد تلقت معلومات استخباراتية حول أحدث أنظمة الحماية للدروع الإسرائيلية بعد أن اغتنم مقاتلو “حماس” مئات المركبات المدرعة الإسرائيلية في أوائل أكتوبر الماضي.